أشهد أن ولد عباس الأفالان ومقري حمس يقدمان خدمة جليلة للشعب الجزائري للتنفيس عليه سياسيا بواسطة التصريحات المضحكة. ولولا الملهاة السياسية التي ينجزها هؤلاء لانفجر الشعب من القنطة التي يعيشها! ومن هذه الزاوية فهؤلاء يمارسون السياسة..تصور مقري يريد إعادة إنتاج الإجماع الذي تم سنة 1999 حول رئيس يختاره الجيش وليس الأفالان أو حمس، ويقول إن البلاد تعيش أزمة انتهت إليها بسبب توافق 1999، ويريد مقري أن يكرر نفس القضية بعد 20 سنة، ولا يحس بالمأساة أو الملهاة التي يقوم بالترويج السياسي لها!أكثر من هذا يعترف بأن الرئيس بوتفليقة حقق إنجازات خلال حكمه، ومع ذلك يطالب بإنهاء حكمه بمرحلة انتقالية، بحجة أن البلاد تعيش أزمة ثلاثية الأبعاد: سياسية واقتصادية واجتماعية! يقول هذا دون أن يشعر بأنه يمارس الضحك على حزبه وعلى الشعب وعلى من يتحاور معهم! لم يسأل مقري نفسه لماذا يطالب بمرحلة انتقالية وتغيير الرئيس برئيس توافقي إذا كان الرئيس حقق إنجازات؟!وولد عباس يمارس البهلوانية السياسية بصورة أسوأ من مقري، حين يحاول أن يشرح لمقري بأن الحديث عن الرئيس خط أحمر..! فماذا إذن يمكن أن يكون عليه لقاء بين حزبين يحضّران للرئاسيات إذا كان الحديث عن الرئيس خارج الكلام؟!ويتمادى ولد عباس في إضحاك الناس بتصريحاته حين يقول لمقري: “أخرج الجيش من مبادرتك”! وكأن ولد عباس قادر على إخراج الجيش من ترشيح حزبه لرئيس ليتولى الرئاسة؟! فلو كان الأمر كذلك، فلماذا أيدت جبهة التحرير المرشح الحر سنة 1999 وهو مناضل في الجبهة؟! ولماذا تم فرضه في 2004 و2009، و2014؟!لماذا لا يؤيد الأفالان من يترشح حرا للبرلمان ويؤيده في الرئاسة؟! مستوى هؤلاء السياسيين هو الذي أوصل حالة الأحزاب إلى هذه الوضعية... ومستوى الأداء السياسي هو الذي يجعل الشعب يطالب بمرحلة انتقالية خارج هذه الوجوه... حتى ولو قادها الجيش وحده، بشرط أن تعاد الكلمة للشعب لإعادة صياغة الحياة السياسية والتخلص من هذا “البيدون فيل” السياسي الذي شيدته الرداءة السياسية.نعم.. وضع الجيش اليوم أحسن من وضعه سنة 1992، وحدة وتماسكا وقبولا شعبيا... لكن إذا استجاب لما يقوله مقري وولد عباس سيكون وضعه أسوأ من حاله بعد 1992.. ولا أعتقد أن المؤسسة العسكرية مستعدة لأن تكرر المكرر وترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته قبل 20 سنة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات