+ -

ما يقوله ولد عباس بخصوص ”شنطجة” المرحوم نحناح وأويحيى للرئيس بوتفليقة عند ترشحه سنة 1999 ليس صحيحا، وما يقوله مقري أيضا ليس صحيحا، فلا المرحوم نحناح ولا أويحيى ولا حتى بوتفليقة كانوا بإمكانهم الحديث عن شكل السلطة بعد الرئاسيات، لأن الأمر كان خاصا بصاحب الأمر وحده وهو حزب الأحزاب آنذاك أو القيادة الفعلية لقيادة الأحزاب، وهي مؤسسة (D.R.S)، ولا أحد غيرها يقرر من هو الرئيس وما شكل الحكومة:1- كل الناس تعرف أن أصحاب ”الحق الإلهي” هم الذين أطاحوا بزروال وأجبروه على تقصير عهدته! وأن هؤلاء هم الذين جاءوا ببوتفليقة مكانه، وهم الذين خيروا له الأرندي والأفالان وحمس وبقية الحزيبات الأخرى.2- كل الناس تعرف أن من تفاوض مع حمس ليس بوتفليقة، بل من جند حمس هو الذي تفاوض مع نحناح وجنّده لصالح بوتفليقة بلا مقابل وبلا أي التزام سياسي.. ووصل الحال إلى حد تهديد نحناح من طرف هؤلاء بكشف علاقته بمن تفاوض معه إذا لم ينفذ ما أُمر به دون شروط ودون نقاش، وهو ما فعله.. فقد كان هواه مع طالب، واتفق معه على تأييده، وفي آخر لحظة جاءه الأمر من صاحب الأمر فانصاع دون نقاش. ولا تدفعوني لقول أكثر من هذا.3- حتى الأفالان التي يتحدث باسمها ولد عباس الآن أُمرت من صاحب الأمر بتأييد بوتفليقة.. ورغم أنه مناضل فيها إلا أنها لم تؤيده إلا بواسطة الأمر من صاحب الأمر.. حتى أن قيادة الأفالان آنذاك قالت إنها تلقت أوامر كي تؤيد بوتفليقة، وهو ما جعل العقيد يحياوي محمد الصالح أطال الله عمره يعلق على الأمر بقوله: ”هذه قيادة حزب أم ثكنة”؟!4- أويحيى نفسه أُبعِد من الحكومة وأسند الأمر لاسماعيل حمداني، لأن أويحيى لم يكن موقفه من ”الهوشة” بين أصحاب ”الحق الإلهي” وزروال يرضي من يريد إبعاد زروال، ولذلك قرروا إبعاد أويحيى من الحكومة كإجراء تأميني لانتخابات متحكم فيها كما يجب!ولهذا من الخطأ الحديث عن دور تفاوضي للمرشح بوتفليقة مع الأحزاب أو الحديث عن دور تفاوضي لقيادات الأحزاب مع بوتفليقة.. ولد عباس نفسه مثل مقري كانا بعيدين عن مصدر القرار في الحزبين أصلا، وتشكيلُ الحكومة التي تلت الانتخابات يدل على أن الرئيس لم يكن وقتها حتى ربع رئيس وليس رئيسا إلا ربع كما قال!وكل الناس تعرف أن رئيس الأرندي بن بعيبش أُبعد من الأرندي وجيء بأويحيى على رأس الحزب كي ينفذ ما يؤمر به ولا يناقش، وهذا ما حدث.. ونفس الشيء حدث لجماعة النهضة الذين سبقوا إلى التأييد بلا أي التزام من بوتفليقة لأنه أصلا لم يكن يملك أمره.5- لاحِظوا الآن كيف أُجبر ولد عباس ومقري على التصالح لأن قيادتهم الحقيقية قد أمرتهم بفعل ما يجب فعله من تصالح تمهيدا لإعادة سيناريو 1999 أو هكذا يعتقدون!6- مقري يقدم حزبه في صورة كاريكاتورية حين يقول إن نحناح قد تنازل عن الرئاسة لزروال سنة 1996! فمعنى هذا الكلام أن نحناح قد خان الناخبين! هل هذا يشرف نحناح في قبره؟! ونفس الشيء بالنسبة لولد عباس الذي يُصور الرئيس بوتفليقة بأنه رئيس حزب الأفالان الذي يتابع كل كبيرة وصغيرة ويترك ولد عباس يتصرف بالحزب مثل هذه التصرفات!اُتركوا الناس ترتاح في قبرها يرحمكم الله.. يا أشباه السياسيين!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات