إنه الذكاء؟!

قهقهت حتى أزعجت زميلي في القسم الثقافي، فقال لي: قهقهتك تحولت من صيحة ديك محببة إلى الله إلى أنكر الأصوات!الأسطورة تقول: إن صياح الديكة يدل على نزول الملائكة.. في حين نهيق أنكر الأصوات يدل على نزول الشياطين؟!قهقهت بصوت الشياطين وليس بصوت الملائكة عندما سمعت أن ولاية الجزائر ستعقد مؤتمرا دوليا يحضره أربعة آلاف عالم ومشارك لبحث تحويل مدينة الجزائر إلى مدينة ذكية!جدية الموضوع تظهر من عنوانه.. أربعة آلاف مشارك في مؤتمر عالمي معناه تحسين السياحة وليس تحسين الذكاء في مدينة الجزائر!مشروع زوخ حول المدينة الذكية يشبه مشروع بوجمعة هيشور قبل سنوات حين عقد صفقة مع مؤسسة أمريكية للحاسوب تزود الجزائر بملايين الحواسيب والبلاد تعاني أصلا من عدم وجود أنترنت، فكانت النتيجة ما تعرفونه اليوم...! مدينة ذكية بأنترنت تقطعها بن غبريت من أجل قياس ذكاء التلاميذ في البكالوريا!كنت أسوق سيارتي في أرقى حي في مدينة الجزائر “الغبية” عندما سمعت في المذياع خبر تحويل الجزائر إلى مدينة ذكية بمؤتمر عالمي تموله مدينة الجزائر! كنت وقتها في حدود الساعة التاسعة صباحا متوقفا خلف شاحنة الزبالة وعمالها يجمعون القمامة في راحة تامة والشوارع مخنوقة بالذكاء في رفع الزبالة على الساعة التاسعة... ساعة الذروة في الذهاب إلى العمل...!قلت لزميلي الذي أزعجته قهقهتي غير الأخلاقية: تخيل أن هؤلاء العلماء في الأنترنت والمعلوماتية نزلوا في هذا الوقت إلى العاصمة وشاهدوا الزبالة ترفع في هذا الوقت في أرقى حي؟! هل يمكن أن يتحدث هؤلاء عن إمكانية وجود ذكاء في هذه المدينة في المستقبل؟!ماذا لو نزل هؤلاء إلى شوارع العاصمة وأكلوا أكلة شعبية “دوبارة” مثلا... هل سيجدون في المدينة الذكية دورات المياه؟!لو قال هؤلاء العلماء في المعلوماتية إنهم حضروا إلى الجزائر لاتخاذها كنموذج للتخلف في تسيير أنظمة المعلومات لكان ذلك مقبولا عقلا! لا بد أن يعترف هؤلاء العلماء بغباوتهم في وضع أنظمة معلوماتية لتسيير نيويورك وطوكيو وبرلين عندما يعلمون أن ذكاء بن غبريت في المعلوماتية أوصلها إلى قطع الأنترنت عن الجزائر لمكافحة الغش في البكالوريا! إنه الذكاء[email protected]