من التسيير بالأزمة إلى التسيير بالفضائح؟!

+ -

”البوشي” المتهم بالمخدرات يتمتع بسمعة جيدة في الأوساط الشعبية، إلى درجة أن معارفه أصيبوا بصدمة عندما نسبت له هذه التهمة، فالرجل يتقدم دائما الصفوف الشعبية في الأعمال الخيرية، وسمعته أفضل بكثير من سمعة الوزراء ورجال الدولة، فماذا حدث حتى يصبح متهما بأخطر تهمة؟!1 - وجود تسجيلات لضحايا ”البوشي” وشركائه في الفساد بمكتبه، وقد صوّر ضحاياه دون علمهم، يدل على أن المعني لم يكن طيب السريرة كما يتصوره المخدوعون فيه. عملية التصوير هذه كانت في حد ذاتها مخالفة قانونية يعاقب عليها القانون، خاصة إذا تمت دون علم المعنيين، واضح أنه قام بهذه العملية لحماية نفسه من هؤلاء، لأنه كان يعرف بأنهم ذئاب في غابة الفساد، ولذلك صوّرهم، ولم يصور أيا كان، بل صوّر من باستطاعته ”شنطجته” وابتزازه أو حماية نفسه منه. لكن الخطأ القاتل الذي ارتكبه هذا ”البوشي” هو أنه لم يؤمّن نفسه كما يجب من هؤلاء، بوضع التسجيلات في أيد يمكن أن توصلها للرأي العام إذا حصل له مكروه، وبذلك مكن خصومه بأن يستخدموا هذه التسجيلات التي تخص من يريد الإضرار بهم ويحجبون التسجيلات التي تخص شركاءه الكبار من عليّة القوم.2 - أويحيى قال إن الحكومة لا يحرجها ورود أسماء كبيرة يكشف عنها التحقيق في قضية الكوكايين، وهذا أغرب تصريح يصدر عن حكومة في العالم، فكل حكومات العالم يصيبها الزلزال والحرج من ورود أسماء كبيرة في الحكم في مسائل فساد، بل وتسقط حكومات كاملة بسبب فضيحة صغيرة، وعندنا الحكومة لا يهمها إذا وردت أسماء كبيرة في قضايا فساد خطيرة مثل الكوكايين! إضافة إلى فضائح تسيير البلديات والولايات والوزارات؟!3 - لوح قال إن قضية الكوكايين كشفت عن قضايا فساد أخرى متصلة بقضية الحال، وأن التحقيق سيأخذ مجراه، وأن الرئيس بوتفليقة يتابع تطورات التحقيق، وأنه لا يمكن استثناء أي متورط مهما كانت أهميته. مثل هذه التصريحات تشير الى أن القضية فعلا قضية دولة، والإسبان على حق حين اعتبروا القضية قضية دولة، وأسندوا مهمة علاجها للدولة الجزائرية.4 - لكن السؤال المحيّر، كيف اهتدى هذا ”البوشي” إلى حيلة الجمع في الفساد بين المخدرات والعقار والدين من خلال الأعمال الخيرية، والسلطة من خلال توريط رجالات الحكم؟! إلى درجة أن وزير العدل لوح قال إن وزارته لا تتسامح مع جرائم المخدرات والإرهاب؟! وقد نسمع ذات يوم بأن التحقيق كشف عن وجود علاقة بين أموال المخدرات وبناء مسجد؟! ألم يفرض المرحوم الحسن الثاني ضرائب على تجار المغرب لبناء المسجد الذي يحمل آية ”وكان عرشه على الماء”!تحالف ثالوث: الدين والسياسة والسلاح تحت راية الفساد.. إذا حل بأمة فإنه يدمرها تدميرا.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات