+ -

مجلس الوزراء الذي كان مقررا عقده أول أمس، تأجل إلى وقت لا حق لم يحدد بعد، والسبب هو ذهاب العديد من الوزراء إلى تلمسان لتشييع جنازة المغفور لها والدة رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي! أو هكذا قالت بعض وسائل الإعلام لتبرير إلغاء عقد اجتماع مجلس الوزراء!ظاهرة التضامن الحكومي بين المسؤولين الجزائريين ضد الموت ظاهرة قديمة في النظام الجزائري، فقد كنا نسمع ونشاهد أن الحكومة تعطل أيضا عندما يموت أحد أقارب المسؤول المهم في السلطة، وتتفرغ الحكومة للحزن! خاصة إذا كان هذا القريب للمسؤول من أحد أصوله وفروعه، وكان هذا المسؤول من الأساسيين في الحكم، كأن يكون عضو المكتب السياسي في حكم بن بلة أو عضو مجلس الثورة في عهد بومدين ووزير دولة في عهد الشاذلي، أو رئيس مؤسسة دستورية في عهد بوتفليقة.عندما توفي والد المرحوم بومدين انتقلت الحكومة ومجلس الثورة كاملة إلى ڤالمة، وتضايق المرحوم بومدين من هذا التصرف إلى درجة أنه رفض استقبال بعض الوزراء وبعض المسؤولين الذين جاء بعضهم لممارسة العزاء السياسي!الجنائز في الجزائر كانت شبه مؤتمرات سياسية، وكانت المقابر مهرجانات سياسية، حوّلها حداد وسيدي السعيد إلى مؤسسة دستورية بإمكانها إنهاء مهام رئيس الحكومة! فهل تكون جنازة تلمسان هذه المرة شبيهة بجنازة العالية في إنهاء مهام الحكومة؟! خاصة عندما نسمع بأن الجنازة عطلت عمل مجلس الوزراء وليس عمل مجلس الحكومة فقط؟!الموت حق والحزن على الفقيد مسألة إنسانية، لكن ما هو ليس إنسانيا هو أن يتحول الحزن إلى سياسية تعطل مصالح أمة بأكملها! خاصة عندما يكون العزاء والحزن فيه نسبة من النفاق السياسي تبطل الأجر وتبطل عمل المؤسسات؟!ماذا نفعل بدعاء هؤلاء الذين تتعطل مصالحهم بسبب تعطل عقد مجلس الوزراء بسبب العزاء النِفاقي للسياسيين؟ لا جواب!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات