ما أتعس الضحك حين يكون سببه يتطلب البكاء!1- الحكومة قررت رفع أسعار وثائق الهوية للمواطنين، وخاصة جواز السفر، ليس لأنها في حاجة إلى مبالغ مالية إضافية في خزينة الدولة، بل فعلت ذلك لتعيد القيمة لجواز السفر، حتى لا يطلبه كل من هب ودب من المواطنين، وهذه أيضا شبه نصيحة من الاتحاد الأوروبي للحكومة الجزائرية من أجل وقف تدفق الجزائريين نحو أوروبا، وهذا أيضا وارد في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مثله مثل حكاية الإعفاءات الجمركية على السلع والخدمات الأوروبية الموجهة للجزائر.والأكيد أيضا أنه إذا لم يؤد هذا الإجراء إلى الحد من ظاهرة الطوابير أمام السفارات الأجنبية في الجزائر من أجل طلب الفيزا، فإن الحكومة ستلجأ إلى إجراء آخر هو فرض ضريبة على طالبي الفيزا لصالح الجزائر، أو تطبيق فكرة العودة إلى ”طلب رخصة الخروج من التراب الوطني” التي كانت مطبقة على الجزائريين قبل 1982. أليس هذا فعلا من الأمور المضحكة إلى حد البكاء؟2- وزيرة التضامن الوطني الداليا عقدت جلسة إفطار مع الجوعى في رمضان بعاصمة البلاد، ودعت إليها كنشاط ”حكومي” مجموعة المسؤولين والوزراء، ولم تكن مائدة الإفطار من نوع 5 نجوم في الشيراطون كما جرت العادة، فقامت الوزيرة باقتراح نشاط وزاري آخر لتكوين الإطارات التي تقوم بإعداد موائد رمضان للفقراء! هكذا والله! وبعد أيام قامت بتنظيم هذا التكوين الفريد من نوعه في العالم.. تكوين إطارات إعداد مطاعم الرحمة للفقراء في رمضان! وتكوين الإطارات لتوزيع قفة رمضان بكفاءة! وتكوين إطارات لتنظيم النشاط التسولي الرسمي من أعوان الدولة لجمع الخيرات من المحسنين! حتى برامج وسائل الإعلام الحكومية وغير الحكومية التي خصصت نسبة كبيرة من نشاطها لبث برامج التسول الوطني لفائدة المحتاجين هي الأخرى لا بد أن يشملها التكوين!قفة رمضان ومطاعم الرحمة ظهرت كإجراء مؤقت لمحاربة الفقر قبل 20 سنة، فإذا بها تتحول إلى برنامج من ضمن برنامج رئيس الجمهورية! وعوض أن تتراجع الظاهرة توسعت وتحوّلت إلى نشاط حكومي أساسي.. ربما لأنه من الأنشطة التي تتيح فرصا أكبر للفساد! أليس من المضحك المبكي أن تنتقل حكاية قفة رمضان من قفة للمسكين إلى وجبة تُوزع عليه بغير كفاءة وتتطلب جهدا من الحكومة لتكوين إطارات مطاعم الرحمة! اِبك أو اضحك، فالأمر سيّان.3- وزير الطاقة قيطوني لم يجد أي نشاط وزاري يقوم به في رمضان، فقال إن منظمة الأوبيك ستكرّم الرئيس بوتفليقة على الجهد الذي بذله في المنظمة من أجل رفع أسعار البترول! هكذا والله! أليست المنظمة يا سيادة الوزير هي التي قامت بخفض أسعار البترول؟! وبسبب زيادة الإنتاج؟! أم أن المنظمة تثمن من يساعدها على رفع الأسعار! أو لا تشجب من يتسبب في خفضها؟! قل لنا يا سيادة الوزير بأنك في حاجة إلى نشاط ”شيتوي” تتصور فيه مع صورة للرئيس كما يفعل غيرك من الوزراء فقد نتفهم ذلك منك!بهذه المستويات أصبحت تُدار البلاد، فأصبحت الحكومة الجزائرية دارا للعجزة تتطلب نشاط رحمة من حكومات أخرى!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات