+ -

... لماذا تتحاملون أنتم المثقفون ورجال الإعلام على الزوايا؟! ألا تقرأون التاريخ؟! أليست الزوايا هي التي صانت الهوية الوطنية لغة وتعليما طوال 3 قرون من حكم الأتراك، حيث قام الأتراك ببناء القصور والأبراج ولم يهتموا أبدا بالتعليم، فلم يبنوا جامعة واحدة في البلاد؟ بنوا القلاع في الداخل والقصور في السواحل والمدن... بنوها من جمع الضرائب من السكان... وتركوا الشعب فريسة للجهل، فقامت الزوايا ببناء المدارس وتعليم الشعب وأوقف الشعب أمواله للزوايا لأجل هذا الغرض.أليست الزوايا هي التي قادت الموجات الأولى للثورات ضد الاستعمار؟ أليس الأمير عبد القادر هو ابن زاوية... مثل بوبغلة في منطقة القبائل وبن شهيدة وفاطمة نسومر وغيرهم؟!أنا لست ضد جمعية العلماء وما أخذته لا يساوي شيئا أمام أفضالها علينا، لكن كل الزوايا لم تأخذ 1% مما أخذته من الدولة جمعية العلماء منذ الاستقلال إلى اليوم؟! إنني لا أصدق أن الدولة سلمت ما ذكرت من أموال إلى الزاوية البلقايدية؟! ومع ذلك، فليس هناك عيب أن يحدث هذا، أليس هذا أفضل من صرف الأموال على الرقص والمجون فيما تسمونه ثقافة؟ فهذه الأموال على الأقل تصرف على تهذيب وتكوين الأجيال في هذه الزوايا وتزويدهم بدينهم وبالأخلاق الحميدة. لماذا تعارضون كل عمل جميل في هذه الديار.حميد العربي

 يا سي حميد أنا لست ضد الزوايا ولكن ضد بعض الممارسات لبعض هذه الزوايا، إليك بعض هذه الممارسات التي أمقتها ويمقتها معي الجزائريون:1 - منذ أيام، اتصل بي مواطن وأبلغني أن شركة سوناطراك بنت مصفاة في أدرار ولكنها لم تبن صهاريج لتخزين إنتاجها، فقامت بطرح مناقصة لإنجاز صهاريج، وتنقل رجال أعمال ومقاولون إلى أدرار لتقديم المناقصة في الموضوع، ومن استقبلهم في المطار ليس مسؤولو سوناطراك بل استقبلهم أحد مديري زاوية من الزوايا وعرضوا عليهم المساعدة في أخذ الصفقة مقابل 30% منها، ولكن رجال الأعمال قالوا لهم خذوا 5% فقط، فأنتم لا تشاركون في الصفقة إلا بالكلمة والوساطة! ورفضوا وعاد رجال الأعمال من حيث أتوا... والوالي وغيره يعرف بالتدقيق من أخذ الصفقة ومن توسط له؟! هل هذه تدخل أيضا في النشاط الديني للزوايا؟! الجواب عندك.2 - لماذا بعض الزوايا اليوم تقوم بدور مشبوه في مسألة علاقتها برجال الفساد، هل هي الصدفة أن شكيب خليل احتضنته الزوايا لأنه رجل دين؟!ولماذا تضع الزوايا نفسها في هذه الوضعية؟! الجواب أيضا عندك.3 - هناك بعض الزوايا حولت رجال الحكم من مديرين ووزراء ورجال سياسة إلى مريدين، فأصبح هؤلاء يتنقلون للزوايا للتبرك بشيوخها والحصول على الدعم لدى السلطة.. وفي بعض الأحيان يقوم شيخ الزاوية بتعيين المسؤولين سواء بصفة مباشرة أو عبر بركاته والتي يصبغها ضمن نعمة على مريديه. أنا لا أعارض نشاط الزوايا ولكن أعارض انغماس بعضها في الفساد السياسي والديني.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات