في موضوع السياحة؟!

هل تعرفون لماذا لا يأتي السياح للسياحة في الجزائر؟1 - عندما ينزل السائح في الجزائر يقابله الشرطي في الحدود الدولية للمطار ويسأله قبل أن يختم جواز سفره: أين أنت ذاهب؟ وكم تبقى في الجزائر؟! وماذا تفعل في الجزائر؟! وإذا سلم من هذه الأسئلة وأجاب عليها بما يقنع الشرطي، قد تواجهه أسئلة أخرى قد تجعل منه مشروع متهم بالإرهاب أو المساس بأمن البلاد أو الجوسسة، وعليه أن يدافع عن نفسه بكفاءة، فهو متهم وعليه أن يثبت براءته؟!2 - إذا تجاوز الشرطة وكان مريضا بالسكر أو البروستات واضطر للذهاب إلى دورة المياه عليه أن يشد أنفه ويقضي حاجته! وعليه أن يفكر بالمغادرة في أقرب فرصة، فلا ماء ولا صابون ولا حتى وسائل النظافة في دورة النظافة! وقد يكون هذا السائح قادما من بلاد دورة المياه فيها تصلح لأن “يسقيو” فيها الكسكس لشدة  نظافتها، كما قالت إحدى العجائز التي زارت بريطانيا مثلا.3 - إذا عفس السائح على قلبه وخرج من منطقة الشرطة سيجد “الديوانة”... وإذا كانت فيه ملامح الأجنبي تلاحقه العيون كما لو كان مشتبها فيه، وإذا ذهب السائح إلى تبديل العملة، تبدل له بالسعر الذي يهرّب به المال إلى الخارج! ولا تغير له العملة بالسعر الذي يتم التعامل به في بور سعيد، وإذا غيّر العملة في بور سعيد كأجنبي قد يُقبض عليه لأنه خالف القانون! الجزائري لا يقبض عليه عندما يغيّر العملة في بور سعيد والأجنبي يقبض عليه، وإذا غادر لا يُسمح له بأخذ عملته معه إذا لم يعلن عنها في المطار؟! كل هذا يحدث للسائح.4 - إذا ابتلع السائح هذا كله وذهب واشترى شريحة نقال لتسهيل اتصالاته، وبعد ساعات من تشغيلها سيجد على نقاله “آساماسات” عديدة (sms) واحدة تقول له باسم وزارة الداخلية “رد بالك من الكلاب الضالة”، في حملة ذات منفعة عامة يجد السائح نفسه شريكا فيها دون علمه ولا معرفة بالقضية، وقد يقال له في (sms) إذا لم تسجل نفسك في الخدمة الوطنية فستستدعى إليها وتفقد حقوقك في الإعفاء أو التأجيل؟! وقد يتحول بواسطة “الآساماس” إلى مواطن وليس سائحا؟! وقد تقول له وزارة الداخلية في (sms) كن مواطنا متحضرا ولا ترم الزبالة من النافذة وساعد البلدية في النظافة! ويتحول المسكين إلى زبال!هل فهمتم الآن لماذا لا يأتي إلى بلادنا الناس للسياحة. السياحة يا ناس سلوك وممارسات وقواعد وقوانين وليست طبيعة وفنادق وجبال وشواطئ فقط.