واضح أن أمريكا تريد أن تحيي أمجاد بيزنطا القديمة تجاه علاقاتها مع إيران (الفرس)... لأن أمريكا أصبحت الآن بمثابة روما الحديثة وتريد أن تكون وحدها في هذا العالم. وهي في الحقيقة تعيش السكرات الأولى للخروج من التاريخ.وواضح أن الجزيرة العربية وبلاد العرب لا يراد أن تكون لها علاقات توازن بين روما الحديثة وبلاد الفرس الحديثة، من خلال إعلان الجزيرة ولاءها لبيزنطا الحديثة في واشنطن على حساب إيران... لأن التاريخ يقول إن جاهلية الجزيرة اليوم تشبه جاهلية هذه المنطقة في ولائها لروما قديما وحديثا!الغريب أن أمة بمليار ونصف مليار مسلم تتوسط العالم وتتحكم في 5 مضايق حيوية في العالم تربط القارات الخمس، تهددها روما الحديثة (أمريكا) بالحصار التجاري والمالي ولا تحرك سكنا! ماذا لو أن هذه الأمة قررت أن تتحول إلى أمة قراصنة تقودها الصومال وتمنع مرور سفن أمريكا العسكرية والتجارية في مضايق باب المندب وهرمز والسويس وجبل طارق والبوسفور؟! ألا تتحول الأساطيل العسكرية والتجارية لروما الحديثة (أمريكا) إلى كتل من الحديد بلا معنى..؟!لماذا تستخدم روما الحديثة هذا التهديد على العالم الإسلامي (1.5) مليار مسلم وهذا العدد الهائل لا يتحرك ضد تهديدات روما الحديثة؟!واضح من محتوى العقوبات التي تلوّح بها أمريكا ضد إيران، أن هذه الأخيرة تريد فرض هيمنتها على المضايق الحيوية من خلال السيطرة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب باليمن الحرة والسويس عبر حماس..! لهذا جاءت شروط أمريكا للسلم مع إيران مربوطة بالسيطرة على المضايق! ومربوطة بعدم امتلاك إيران للصواريخ الباليستية والذرة، لأن توازن الرعب بهذه الأسلحة بين أمريكا والعالم الإسلامي (إيران وتركيا) سيجعل أمريكا خارج دائرة التأثير في الاقتصاد العالمي، كما هو الحال اليوم، وعرب الجزيرة في هذه لا يسايرون العالم الإسلامي مرة أخرى كما جرت العادة حين ينضمون إلى روما الحديثة ضد مصالح بلدانهم، فالمظالم قد تحوّل هذا الحكم الإسلامي إلى حقيقة يوما ما!أمريكا تطلب من إيران تفكيك حزب الله في لبنان وتفكيك الحوثيين في اليمن وتفكيك حماس في غزة... حسنا.. لماذا لا تطلب إيران بالمقابل تفكيك المنظمة الصهيونية (IPEC) في أمريكا واللوبي الصهيوني هناك؟! لماذا تدعم أمريكا (1.5) مليون صهيوني في إسرائيل لإذلال (1.5) مليار مسلم في العبث بمقدساتهم؟! من يهدد السلم العالمي.. هؤلاء الأمريكان أم العالم الإسلامي؟! ماذا لو انضم العالم الإسلامي إلى أوروبا والصين وروسيا وقرر العالم الإسلامي وضع حد لاستعمال أمريكا للدولار والتجارة العالمية والمؤسسات الدولية ضد مصالح الشعوب، وقرر العالم الإسلامي غلق المضايق المائية الخمسة في وجه السفن الأمريكية التجارية والصناعية والعسكرية، وتحرير العالم من هذه العنجهية الأمريكية إلى الأبد؟! ماذا لو استخدم العالم الإسلامي ما يسيطر عليه من تجارة عالمية ومضايق مائية ضد كل من يدعم أمريكا وإسرائيل في عدوانها على مقدسات هذه الأمة؟!صحيح أن أمريكا تملك من النووي ما يمكن أن يدمر العالم 10 مرات... لكن لا يمكن أن تستخدم هذه القوة ضد العالم الإسلامي... لأن ذلك سيؤدي إلى إبادة الإنسانية كلها... المشكلة أن إيران هي الدولة الثالثة بعد الروس والصين التي انتبهت إلى أن العصر الأمريكي المهيمن قد بدأ في الأفول منذ هزيمة الفيتنام، وأن إيران هي الدولة الإسلامية الأولى التي تفطنت إلى هذا، أكيد أن محتوى ما أعلنته أمريكا ضد إيران ينم عن تخبط كبير يصاحب بدايات خروجها من التاريخ!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات