صحفي صومالي جلس بجانبي في ملتقى إسطنبول للصحافيين العرب، ولما عرف أنني من الجزائر سألني ضاحكا: كيف هي حال الجزائر؟فأجبته ضاحكا أيضا: أسوأ “شوية” من حال الصومال! ظن المسكين أنني أضحك على بلده فقال لي: يا رجل حرام عليك! فقلت له على مائدة الغداء سأجيبك بالتفصيل بأنني جدي فيما قلت لك ولا أمزح!جلس بجانبي على مائدة الغداء وراح يسألني بلهفة فقلت له:1 ـ شبابنا عندما يجوع ولا يجد العمل يرمي بنفسه في البحر هربا من البلاد إلى أوروبا، وكثيرا ما يموت غرقا ويتحول إلى طعام للحيتان.. وشبابكم حين يجوع ولا يجد عملا يقوم بالسطو وقرصنة البواخر الغربية في مضيق باب المندب ويأخذ حقه ممن ظلمه من الاستعماريين، أليس حال شبابكم أحسن من حال شبابنا؟! أنتم بقرصنتكم للسفن المارة بمياهكم تذكروننا بما كنا نحن نقوم به في قرصنة مياه المتوسط عندما كان شبابنا أفضل من شباب الصومال قبل 400 سنة، وقتها كانت أمريكا تحتاج في استقلالها إلى اعتراف دولة الجزائر بها، وكانت تدفع إتاوات للجزائر كي تسلم سفنها من القرصنة. أما اليوم، فالأسطول السادس يصطاد حتى سردين الجزائر في المياه الإقليمية الجزائرية ولا نتحدث معه.. أليس الصومال أفضل منا وهو الذي سحل المارينز الأمريكان عندما غزوه؟!2 ـ ألم تقرأ يازميلي الصومالي العزيز في التقارير الدولية عن ترتيب الجامعات؟! ألم ترتب جامعة الصومال قبل كل جامعات الجزائر من حيث جودة التعليم؟! أليس الصومال أفضل من الجزائر في مستوى تدفق الأنترنت؟!3 ـ قبل عشر سنوات تقريبا قامت الجزائر بتقديم مساعدة مالية للصومال زمن البحبوحة المالية قدرها 100 مليون دولار، قدمتها الجزائر للصومال عبر الجامعة العربية فقامت هذه (الجامعة المصرية) وليس العربية، بأخذ نصف المبلغ ودفعت نصفه لكم، ولم تستطع الحكومة الجزائرية أن تعرف شيئا عن هذا الأمر إلا عندما طالب الصومال مصر ببقية المبلغ.. أليس تسيير المال العام عندكم أحسن من تسييره عندنا بناء على هذا المثال البسيط؟!4 ـ أنتم في الصومال قمتم بما قمتم به ضد دولة الإمارات، عندما أرادت أن تقضي على سيادتكم وتأخذ المستشفى الذي بنته فوق أرضكم وتأخذ الأموال التي جلبتها إلى هناك، فمنعتموها بعمل سيادي رائع أثار إعجاب الجزائريين، وخاصة الصحفيين مثلي المقموعين من طرف حكام الخليج بواسطة التحالف مع الفساد السياسي في الجزائر؟! ألا تعلم يا زميلي الصومالي أن سطوة “طيور البطريق” على الإعلام الجزائري أكبر من سطوة الحكومة الجزائرية والرئاسية الجزائرية! باستطاعتي أن انتقد حكومة بلادي ورئيس بلادي ولا أستطيع أن أكتب شيئا عن أي حاكم من الخليج؟!هؤلاء فرضوا ضريبة على أداء الجزائريين لشعيرة الحج والعمرة وسلموا الأموال إلى ترامب ليبني بها السفارة في القدس، ولا نستطيع الحديث عنهم، وغدا سيفرضون ضريبة على الصلاة للكعبة ويلزموننا بدفع الزكاة لهم لأنهم هم العاملون عليها؟! أنتم واليمن أفضل منا في قول لا لهؤلاء، أنتم حولتم ضعفكم إلى قوة تماما مثلما فعل الفيتناميون مع الأمريكان؟! هل سمعت مرة أن أمريكا التي تهدد العالم بقوتها تهددت مرة على الفيتنام، منذ أن وضعت الحرب بينهما أوزارها؟!إني تعبان، ولو كان المجال يسمح لي بأكثر من هذا، لقلت لك ما لا يخطر لك على بال!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات