قنوات الشر والشمنتر في الجزائر تستعد لبث جرعات جديدة من “التمهبيل” الفني الثقافي السينمائي على المواطنين في شهر رمضان الكريم، مثل “الكاميرا الخفية” التي أصبحت هي الإنتاج السينمائي الشائع في ثقافة الرداءة في الجزائر، إلى جانب حصص وبرامج التمهبيل الديني مثل الفتاوى الدينية البائسة والبليدة وتفسير الأحلام والرقية وعلم الضمياطي !وفي الأخبار أصبحت نشرات الأحوال الجوية هي النشاط الأكثر توزيعا... فرغم أن الأحوال الجوية في الجزائر دائما بشمس ساطعة، إلا أن نشرات الأحوال الجوية هي التي تحظى بحصة الأسد في نشرات الأخبار! لأن الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية غير موجودة في الجزائر أصلا، أو إن وُجد بعضها، فهو في حالة بؤس لا تبثه هذه القنوات حفاظا على سمعة البلد! وحالنا يقول: صوم يا ڤليل... وافطر على مسلسلات التمهبيل؟!الشقيقة مصر كانت إلى عهد قريب تحصل على عائدات من النشاط الثقافي الفني السينمائي في العالم العربي في رمضان، يعادل أو يزيد ما تحصل عليه الجزائر من تصدير البترول في السبعينات! لكن اليوم لم تعد مصر القوة السينمائية الرابعة في العالم، بعد أمريكا والهند وإيطاليا، بل أصبحت تركيا هي القوة الثانية في العالم من حيث الإنتاج السينمائي... فغزت المسلسلات التركية العالم وروجت للسياحة التركية بطريقة عجيبة.. ويعرض الآن في تركيا مسلسلات تركية حول مرحلة العثمانيين أنست العالم مسلسل “دلاس” الأمريكي. والمسلسل التركي الآن يفرض حظر التجول عند عرضه في عواصم كثيرة لشدة تعلق الناس بمشاهدته...الأتراك وصلوا إلى صناعة سينمائية راقية ومتطورة، لأنهم طوّروا هذا القطاع وأصبحوا يغزون به المنطقة والعالم... وفي جيش السينما التركي ما لا يقل عن نصف مليون موظف، أي عدد جيش السينما أكبر من عدد الجيش التركي! وتركيا الآن تغزو العالم بالسينما وبالمطعم التركي.نحن في الجزائر نغزو العالم “بالتمهبيل” والرداءة والضعف.. نعم لنا بلد واسع ومترامي الأطراف، لكننا لم نبن فيه شيئا ذا قيمة، لا في الماضي ولا في الحاضر، وقد لا نبني في المستقبل إذا بقي حالنا هكذا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات