الرئاسيات تواجه أزمة أرانب؟!

من الصعوبات التي ستواجه الرئاسيات القادمة هي انقراض الأرانب السياسية التي بإمكانها جلب “البنّة” لطبخة الرئاسيات.المعارضة الشكلية أصبحت عاجزة حتى عن إنتاج أرانب سياسية للرئاسيات! والمبالغ المالية الهائلة التي ترصدها الدولة للمعارضة من أجل تسمين الأرانب للانتخابات الرئاسية، هذه المبالغ لم تعد تكفي لتسمين أرانب سياسية مقبولة شكليا.الشعب الجزائري أصبح بفضل منصات التواصل الاجتماعي ينام هو الآخر وعينه مفتوحة مثل الأرانب! وأصبح يستهويه تيار المقاطعة! وحتى أحزاب الموالاة أصبح مناضلوها يمارسون هم أيضا لعبة المقاطعة بفعل مواقف قيادات هذه الأحزاب!حتى القاعدة الشعبية لأحزاب الموالاة أصبحت هي الأخرى خارج دائرة التحكم فيها! فأصبحت هذه القاعدة “حرة” بممارسة الانتخاب بواسطة الأوراق البيضاء!نعم.. الجهاز الوطني لتزوير الانتخابات سيواجه في الرئاسيات القادمة معضلة حقيقية في مسألة تزوير المرشحين عن طريق ترشيح الأرانب المعارضة..دخول الإعلام الاجتماعي في منصات التواصل الاجتماعي أصبح عاملا مقلقا للسلطة... وخاصة في التحكم في الانتخابات... وقد رأينا كيف ساهم هذا العامل في رفع منسوب المقاطعة في التشريعيات الماضية وفي المحليات أيضا... ومن المتوقع أن يكون الأمر أكثر خطورة في الرئاسيات القادمة... خاصة وأن منصات الإعلام الاجتماعية في شبكة الأنترنت يزداد تأثيرها في الرأي العام... وتزداد دقة في ملامسة أوجاع الشعب الجزائري.. والحكومة والسلطة عموما لا تملك في الوقت الحاضر أي وسيلة لمواجهة هذا النوع من الإعلام الحديث.. ولذلك لجأت إلى مواجهة هذه الظاهرة بأساليب تقليدية مثل المعالجة الأمنية والمعالجة بالعدالة، وهي أساليب تؤجج الأمر أكثر مما تعالجه.. ولا نجاعة لمواجهة هذا الأمر إلا بتغيير أساليب التزوير رأسا على عقب، والظاهر أن السلطة لا تملك في الوقت الحاضر أي خطة بديلة أو مناسبة لمواجهة هذه المستجدات.