إسرائيل تحلق وتعربد في سماء العرب.. كل العرب وخاصة السماء السورية! والعرب كل العرب يفرحون بما تقوم به إسرائيل ضد إيران في سوريا. العرب البائسة يفرحون بما يقوم به أبناء العمومة الإسرائيليون ضد الغريب الإيراني في سوريا! حتى الفلسطينيون الذين ينافح من أجلهم الإيرانيون في سوريا، هم أيضا يعقدون مجلسهم الوطني الاستسلامي ويناصرون ضرب إيران في سوريا من طرف إسرائيل، لأن إيران تناصر “حماس”، و”حماس” ضد هيمنة “فتح” على منظمة التحرير الوطني الفلسطيني، وبالتالي الأخوة الفتحاوية النضالية بين إسرائيل وجماعة محمود عباس أهم من الأخوة بين عباس وهنية الحماسي، العدو لأبي مازن في الزعامة الفلسطينية!ولي عهد السعودية قال لمحمود عباس “خذ ما هو معروض عليك واسكت”.. وولد عباس لا يرفض ما هو معروض عليه، والذي رفضه قبله أبو عمار ودفع حياته ثمنا له! الآن بالفعل، تعاون العرب مع إسرائيل والغرب ضد إيران إلى حد أنها أصبحت محرجة في المواجهة مع إسرائيل في سوريا، فإذا ضربت إيران إسرائيل انتصارا لكرامتها المعتدى عليها من طرف إسرائيل في سوريا، قال بعض العرب هاهي إيران تظهر على حقيقتها، تبتدئ بإسرائيل وستنتهي بالخليج! وإذا لم تضرب إيران إسرائيل وتنتصر لكرامتها المهدرة، قالوا هاهي إيران ظهرت على حقيقتها، لا تعادي إسرائيل بل تعادي العرب فقط! وهي في انصياعها لإرادة إسرائيل والغرب لا تختلف عن العرب في الانبطاح! اللافت في الأمر أن الأمريكان والروس والإيرانيين والأتراك “خاوة” في سوريا على الأرض العسكرية، وأعداء في وسائل الإعلام، والجميع يضرب السوريين بالصواريخ نظاما ومعارضة، وإسرائيل وحدها التي شذت عن القاعدة وأضافت إيران إلى دائرة ضربها للسوريين نظاما ومعارضة. مصر أيضا فرحة بما قامت به إسرائيل في سوريا ضد إيران، ولكنها ضد ضرب أمريكا وفرنسا وبريطانيا لسوريا! وهي فرحة أيضا لتحرش اليونان بالأتراك في جزيرة قبرص، وترى تحرير اليونان للجزيرة من الأتراك عملا يفرح المصريين ويمكنهم من استغلال الحوض القاري لشرق المتوسط في موضوع الغاز! هل يمكن أن يصدق عاقل أن مصالح مصر لا تهددها إسرائيل في موضوع الغاز في المتوسط وتهددها تركيا؟!هذه الصورة البائسة لا تختلف عن الصورة البائسة التي يرى فيها الخليجيون بأن إيران هي التي تهدد الخليج وليس الأساطيل الأمريكية التي تمــول هذه الــدول تواجــدها هنــاك...إنه البؤس فعلا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات