وطنية الكارثة التي ألمت بالجزائر ليست فقط في وحدة الوجدان الوطني العام الذي ظهر به الجزائريون إزاء المأساة، ولكن الوطنية أيضا ظهرت من خلال توزيع الحزن بعدالة على كل التراب الوطني من خلال توزيع الضحايا على كامل التراب الوطني.1- الجزائر التي يمارس فيها بعض الخلق الجهوية في تولي المسؤوليات.. والجهوية في توزيع التنمية.. وحتى الجهوية في توزيع السرّاق، يمارس فيها الحزن والمأساة التوازن الجهوي في توزيع الضحايا بعدالة على كل التراب الوطني، فالأمر لا يتعلق بعدالة الموت؛ بل يتعلق بوطنية المؤسسة العسكرية في كونها من المؤسسات الجزائرية الفريدة التي يتوزع أعضاؤها على كامل التراب الوطني.2- أغلب الضحايا من شباب الخدمة الوطنية، ويحدث هذا في الذكرى 50 لتأسيس الخدمة الوطنية. ونتذكر جميعا أن من أهداف الخدمة الوطنية، هو جمع الشباب الجزائري من مختلف الجهات بالوطن ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، فيتساوى ابن الضابط مع ابن الوزير مع ابن الفلاح في صف الخدمة الوطنية، وحتى الشباب العاملين في الجيش الذين فجعت فيهم البلاد هم أيضا من أبناء الفئات المحرومة وقد تطوعوا في الجيش من مختلف أنحاء الوطن، وتوزعوا على مختلف أنحاء البلاد كما يتوزع الفقر بالتساوي بين مختلف المناطق.3- أما بالنسبة لأبناء الصحراء الغربية الذين فجع فيهم هذا البلد، فنقول لهم: هؤلاء شهداؤكم هم ضيوف على شهدائنا.. شاءت أقدار الخالق البارئ أن يرحلوا إلى السماء رفقاء كما كانوا في مهمة الحرية.. رفقاء وهم أحياء.4- بقي أن نقول: عندما يبرد الجرح وتجف الدموع، لابد أن نعكف على دراسة ما حدث بكل جدية ونعلن للشعب حقيقة ما حدث بكل شجاعة وبكل مسؤولية.5- الحزن وطني ويخص الجزائريين وحدهم، ولا همنا ”شماتة” الشامتين فينا أو فرحهم لكنبتنا، فنحن شعب يعرف معنى الموت ولا نعامل غيرنا بما يعاملوننا به في دبلوماسية الجنائز، وليس ذلك بله أو ضعف منّا، ولكنه تربية وأخلاق، فالقضية تتعلق بموت وحزن وليس من الأخلاق السياسية أو الدينية تحويلها إلى مزايدات سياسية لا معنى لها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات