في الدول التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها، تحاسب بشدة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفايسبوك وتويتر وغيرهما، عن استخدام حسابات زبائنها دون إذنهم، كما هو حال الفايسبوك في قضية تعاونه مع مصالح الأمن الأمريكية. أما عندنا فالأمر، مختلف تماما، فشركات الهاتف النقال، الخاصة والعامة، تعبث بحسابات المشتركين دون رقيب أو حسيب! فتسلم أرقام زبائنها إلى المحتالين والنصابين للاحتيال على المواطنين، وفي بعض الأحيان تتقاسم هذه الشركات المنافع مع هؤلاء المحتالين.1- في هاتفي النقال مثلا أجد (SMS) يُطلب مني فيه الضغط على الزر (كذا) لأحصل على نغمة أو جائزة... وقد تقوم بهذه العملية أيضا شركات من داخل الوطن أو خارجه، لاقتطاع مبالغ من رصيد الزبائن بهذه الطريقة.2- الشركات التي تعمل في الهاتف النقال في الجزائر ليست مؤمّنة جيدا لحماية زبائنها من هذا الاحتيال.. فتعرض الزبائن إلى الإزعاج والاحتيال عبر أرقام هواتفهم مسألة لا تخص هذه الشركات، ربما لأن دفتر الشروط الجزائري لم يتوقع مثل هذه الأمور.3- شيء آخر طريف ومزعج، وهو تعرض الزبائن إلى حملات إشهارية رغما عنهم عبر أرقام هواتفهم، سواء عن طريق ( SMS)، أو حتى بالصور لمن يملك الأنترنت على هاتفه النقال، فقد تستيقظ في الصباح على ( SMS) من مصالح أمن الطرقات يقول لك “لا تسر بسرعة فإن عائلتك في انتظارك”! (فأل) مزعج على (صباح ربي)! أو تجلس إلى مائدة الطعام فتجد ( SMS) في هاتفك النقال يقول لك “أخرج زبالتك في وقتها، ولا ترمها من النافذة!”، أو تجد خبرا يقول لك ستتعرض بلدة كذا إلى انقطاع الماء أو الكهرباء، أو في أحسن الحالات تجد ( SMS) يقول لك احترس.. بلدية كذا تعلن للمواطنين عن وجود كلاب ضالة خطيرة! وفي بعض الأحيان تبث عبر هاتفك أدعية تجعلك مشبوها عالميا على أنك مادة خام لداعش أو القاعدة، ويوضع رقمك تحت الرقابة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات