شيء مضحك فعلا... وزيرة التربية تقوم باستشارة واسعة في الوسط التربوي وأولياء التلاميذ من أجل اتخاذ قرار تأجيل امتحانات البكالوريا من شهر رمضان إلى شهر رجب! استشارة الوزيرة مضحكة فعلا... لأنها تستشير التلاميذ أولا وتقول لهم ما رأيكم في نقل الامتحان من رمضان إلى رجب؟! ولا يثير ذلك العجب!فالوزيرة ترتكب خطأ تنظيم الامتحانات في رمضان ثم تصححها باستشارة التلاميذ.! فتقول: هل أمتحنكم في رمضان وأنتم صيام أم أمتحنكم في رجب وأنتم تنعمون بالإفطار؟! وطبعا تكون موافقة التلاميذ على استشارة الوزيرة في تأجيل الامتحان واسعة، وتقدم الوزيرة هذا على أنه من أعظم إنجازاتها لصالح التلاميذ ولصالح الأسرة التربوية! ولا أحد يسأل الوزيرة عن السبب الذي جعلها تقرر الامتحانات في عز رمضان ثم تتراجع عنها بسبب الإضرابات؟!الشعب يستشار استشارة واسعة في تنظيم الامتحانات، ولا يستشار في قرارات الهوية على مستوى الدستور! لأن الشعب في هذه لا يعرف مصلحته! هذه هي الديمقراطية في الجزائر... عمادها استشارة الشعب في التوافه وعدم استشارته في القرارات المصيرية..! لماذا لم تستشر الوزيرة الشعب في مسألة إعداد البرامج التربوية؟! هل لأن البرامج التربوية يخضع إعدادها إلى إرادة عليا تتجاوز الشعب والحكومة وحتى البلد؟! أم أن الشعب في هذه لا يستحق الاستشارة؟!عملية إجراء الامتحانات بمختلف أنواعها في البلدان الأخرى التي تحترم التربية والتعليم تعتبر عملية خاصة بالمعلمين والإدارة ولا علاقة لها بالتلاميذ وأولياء التلاميذ.! أما عندنا حين أصبحت التربية والتعليم بلا تربية وبلا تعليم أصبحت مسألة تنظيم الامتحانات قضية أمن الدولة! فيجند لها الأمن... ومع ذلك تعرف هذه الامتحانات ما تعرفه من مهازل... لا تشبهها سوى مهازل تسيير الدولة بالهاتف والرسائل؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات