أعتقد أن كلمة “الرداءة” لم تعد مناسبة لوصف ما تقوم به وزارة التربية والحكومة في موضوع التعامل مع الإضرابات.1- هل يعقل أن تقوم الوزارة والحكومة بطرد آلاف الأساتذة دون روية ودون تفكير في عواقب هذا الإجراء؟! الحكومة أصبحت مصالح فارغة من أي كفاءة أو حتى شخص مسؤول! فلو كان بهذه المصالح الحكومية شخص واحد له كفاءة لقال: طرد الأساتذة إجراء غير سليم واقترح على الأقل خصم أجور المضربين! لكن أن يتم طرد الأساتذة فذاك هو الفعل المتسم بأكبر من الرداءة..! إنها البلادة الإدارية والسياسية، وعدم المسؤولية... إلى درجة أن بعضهم علق على الموضوع بالقول: إن من اتخذ هذا القرار يعد فعلا وحده في الرداءة أمة!ولو لم يكن الأمر كذلك، كيف نفهم أن الوزارة تقوم بطرد آلاف الأساتذة وتضع في عنق الحكومة الحبل! ثم تقوم بدعوة الأساتذة إلى العودة إلى العمل وإلغاء قرار الطرد بمجرد كتابة طلب العودة إلى العمل؟! هل هناك عبث أكبر من هذا، هل هناك رداءة في استعمال الإدارة والسلطة أسوأ من هذا؟!2- حتى الجهات المسؤولة عن الأمر سياسيا قامت هي الأخرى بأفعال تجاوزت الرداءة إلى حالة مازلت أبحث عن كلمة مناسبة لها أكثر من الرداءة ولم أجدها!ولد عباس يوجه اللوم إلى رئيس البرلمان بوحجة، لأنه استقبل الأطباء المضربين، ويقول عنه إنه ارتكب خطأ في الوساطة لهؤلاء لدى الوزير الأول.. ثم يأتي ولد عباس ويقول إنه مستعد للوساطة؟! هل هناك رداءة أكثر من هذه؟!3- المصيبة أن البرلمان الذي منعته الحكومة وولد عباس من القيام بدوره في مساءلة الحكومة عن الوضع المتردي... هذا البرلمان طلب من جهاز الأمن تعزيزات أمنية حاشدة تتمركز كل يوم في محيط البرلمان لحمايته من الشعب ومن المتظاهرين!ممثلو الشعب في البرلمان تقوم بحمايتهم من الشعب القوة البوليسية بأمر من حكومة الشعب؟! هل هناك رداءة أكثر من هذه؟! وهل هذه رداءة وفقط؟!التواجد الشرطوي المكثف حول البرلمان لحمايته أصبح يقلق حتى النواب، خاصة في مجال توقيف السيارات في حظائر المجلس! بل حتى عمال البرلمان أصابهم القلق في مطعم المجلس المخصص لهم... لأن العديد من رجال الشرطة الذين يقومون بحراسة المجلس يتناولون الطعام في مطعم المجلس؟! هل هناك رداءة أكثر من هذه؟!السلطة التي تحمي نفسها من الشعب بالهراوة، تحمي الرداءة والفساد والاستبداد والتزوير... لكن يبدو أن السلطة تحمي رداءتها بالقوة العمومية.. لأنها لم تجد أسوأ منها لتنصبه على رأس المؤسسات..! هذا هو المعنى الذي قاله سيدي السعيد في وهران، وهو يرقص فرحا كون البلاد لم توفق بعد لوجود أسوأ منه؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات