في الجزائر تمارس السياسة بالزوايا! وتمارس الصحة بالرقية! وتسقى الحقول بصلاة الاستسقاء! وتمارس الصناعة بالحداد! وتمارس التجارة بـ”الترابندو”! وتنشط الثقافة بـ”الزنداري”.. ويمارس الحكم بـ”الضمياطي”! ويمارس الأمن بـ”القزول”؟!فالجزائر فعلا أمة سعيدة ببؤسها متعدد الأشكال! يقودها زعماء ومشايخ ولاؤهم للشرق والغرب أكثر من ولائهم للأمة! فلا غرابة إذا سعى وزير دينها إلى جمع ”الخراج” من المواطنين الجزائريين لفائدة دولة أجنبية باسم الحج والعمرة! فذاك من صميم ممارسة السيادة على الشعب دينيا؟! شيوخها الدينيون يدعون لنجد إذا حوصرت حلب! ويدعون للقاهرة إذا حوصرت طهران؟! الداعية المصري عمرو خالد له أتباع في الجزائر عددهم 5 ملايين معجب! أي أكثر من عدد الذين شاركوا في الانتخابات التشريعية الجزائرية الأخيرة مجتمعين! ولهذا تقوم وسائل الإعلام البائسة بالترويج لشيوخ الشرق الأوسط وتطبل هذه الوسائل حتى إلى هؤلاء الشيوخ في دعواتهم إلى ممارسة التعدد أو حتى ممارسة زواج المتعة أو الزواج المسيار..! أو زواج ”فرند” في الجزائر، فمثل هذه الزيجات مع الشيوخ زيادة على أنها ممارسة للسنة، فهي أيضا تعد تبركا وتقربا من العائلات الجزائرية من هؤلاء الشيوخ؟! حتى أن عددا من شيوخ الشرق الأوسط الذين زاروا الجزائر في مهمات دينية تزوجوا من جزائريات استنادا إلى فتاوى أصدرها هؤلاء.!وشيوخ الجزائر ووزراؤها في الدين والسياسة فرحون وبعضهم يقول شعرا ويغني: ”قبلتنا مصر ومصر إمامنا ونحن أتباع لها في غير مأثم”!هل بعد هذا يتساءل أي متسائل: لماذا يهيمن شيوخ الشرق الأوسط على العقل الديني الجزائري؟ ولماذا يهيمن إعلام هز البطن وإعلام الشعوذة الدينية في الشرق الأوسط على الفضاء الجزائري عبر قنوات البؤس الإعلامي التي أنشأها أذيال شيوخ وساسة الشرق الأوسط في الجزائر..نحن نعيش في بلد مستعمر دينيا ومستعمر ثقافيا ومستعمر سلطويا، ثقافته الدينية ”تحرڤ” للشرط الأوسط وغرائزه المادية تحرڤ لأوروبا.. ولا يبقى في البلد من قيم سوى الشمس والرمل والرداءة!إني تعبان يا ناس!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات