الإعلام الجزائري، الخاص والعمومي على السواء، غاية في المهنية، وقمة في الوطنية! فقد وفّق في أن يكون الامتداد الإعلامي لمجلة بريطانية محترمة، شهدت بأن الاقتصاد الجزائري يسير سيرا حسنا، من خلال حديث أجرته المجلة مع الرئيس بوتفليقة.الحديث ذكرنا بما كتبته الصحف الفرنسية (لوموند والفيڤارو) عشية ترشح الرئيس بوتفليقة في العهدة الأخيرة، حيث تفتقت عبقرية الإعلاميين في رئاسة الجمهورية آنذاك، عن فكرة شراء صفحات إشهار في هذه الصحف. وأخذت لوموند والفيڤارو مما تم دفعه حصة الأسد!وأذكر أنه تم الاتصال بي آنذاك وطُلب مني المساعدة في تحديد قائمة الصحف الأجنبية التي يمكن أن توصف بأنها صديقة للجزائر لشراء صفحات إشهارية بها، ونشر مقالات إشهارية تنجزها الوزارات الجزائرية حول قطاعات مختلفة تبرز الإنجازات التي تحققت تحت قيادة الرئيس في العهدة الثالثة، وقد استنكرت هذه الطريقة في الإشهار، لأن الأمر يتعلق بإقناع الجزائريين بأن الرئيس أنجز في حكمه ما أنجز ويستحق أن ينتخب مرة أخرى، لأنه أنجز، وهذا لا يمكن إنجازه بالصحافة الأجنبية بل يمكن أن ينجز بالصحافة الوطنية.. لكن من اتصل بي حاول إقناعي بأن جماعة الإعلام الرئاسي يرون أن تنشر مقالات إشهارية في صحف أجنبية معروفة ثم الإيعاز إلى الإعلام الجزائري بأن يكون الامتداد لهذه الصحف، بإعادة نشر ما نشرته هذه الصحف، يمكن أن يكون له الأثر الإعلامي الجيد. وقد تم نشر صفحات إشهارية في هذه الصحف بمقابل.. وتم أيضا الإيعاز لوسائل الإعلام الجزائرية بأن تكون “الرولي” الإعلامي لمحتوى ما نشر، وتم الأمر بالفعل.. ولكن بعض هذه الصحف أحست بالإحراج مما نشرته ومنها لوموند الفرنسية، فقامت بعد أشهر بنشر ما نشرته ضد الرئيس بوتفليقة في مسألة “أوراق باناما”، وهو ما أثار حفيظة السلطات الجزائرية، وتم رفع دعوى قضائية ضد لوموند، ثم سحبها الرئيس بعد ذلك.. واليوم أكاد أشم رائحة الخطأ الإعلامي يتكرر مع مجلة “إكسفور ڤروب” البريطانية، وأكاد أشم أن أصابع مجموعة شكيب خليل في مؤسسات الدولة هي التي كانت وراء هذا الذي كتبته المجلة البريطانية!بقي فقط أن نعرف كم صرف على هذه العملية، تماما مثلما صرفت مبالغ مهمة على العملية التي سبق وأن ذكرتها، والتي تمت عشية العهدة الرابعة مع الصحف الفرنسية[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات