الحكومة الجزائرية تمارس التحايل السياسي على المواطنين في الداخل، فتنشئ أحزابا شكلية تزين بها الساحة السياسية على أنها تعددية سياسية، وتقوم بتكوين مجالس (منتخبة) بالتزوير في شكل مؤسسات ديمقراطية لتزوير الديمقراطية وإشراك الشعب في تسيير شؤونه..! ووصل الاحتيال أو التحايل السياسي من طرف السلطة إلى حد تزوير المؤسسات الحقوقية المرتبطة بحقوق الإنسان المتعاملة مع المنظمات الدولية، مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان! الذي تم تزوير تشكيله مرة ثالثة بعد التضليل الذي قام به هارون، عندما شكل كتابة الدولة لحقوق الإنسان، أو اللجنة التي شكلها المرحوم عبد الرزاق بارا، لتسهر على حقوق الإنسان في الجزائر، فكانت بحق لجنة لمواجهة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وليس خلاف ذلك.. وعلى نفس المنوال، سارت لجنة قسنطيني، وجاءت لجنة فطومة لتواصل التضليل في مسألة حقوق الإنسان في الجزائر!لست أدري لماذا توفق السلطة دائما في اختيار من يسيء لحقوق الإنسان في الجزائر لتعيّنه على رأس حقوق الإنسان في هذه البلاد.فطة أو فطومة، رئيسة حقوق الإنسان في الجزائر الحكومية، تفتقت عبقريتها في حقوق الإنسان بعد أن تم ضرب الأطباء بالهراوات في العاصمة بسبب التظاهر، فطالبت الحكومة والبرلمان بسن قانون يرفع الحظر عن التظاهر في العاصمة. عبقرية الرئيسة القانونية في حقوق الإنسان في الجزائر أوصلتها إلى المطالبة بسن قانون يلغي تعليمة... فالسيدة لا تعرف بأن منع المظاهرات في العاصمة تم بتعليمة وليس بقانون! أي أن التعليمة عطلت نصا دستوريا مرتبطا بالحريات الفردية والجماعية، وفطة تريد إلغاء التعليمة بقانون يصدره المجلس! أي تريد إعادة الاعتبار لنص دستوري بواسطة قانون يصدره مجلس أو حكومة! مثل هذا المستوى في التعامل مع حقوق الإنسان هو الذي جعل المنظمات الدولية تعتبر هيئة حقوق الإنسان في الجزائر لا معنى لها ولا علاقة لها بحقوق الإنسان!هيئة حقوق الإنسان تقترح معالجة تعطيل العمل بالدستور في العاصمة بواسطة تعليمة، يجب وقفه بقانون يصدره البرلمان! وفي وقت يوجد رئيس هذا البرلمان في إيران لشرح سياسة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب للرئيس روحاني! والمضحك في أمر الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية، أن رئيس برلمان الجزائر والشخصية الثالثة في البلاد تم استقباله من طرف روحاني، وهو يحمل في صدره “بادج” ليعرّف بنفسه لروحاني، وكأنه شخصية جزائرية نكرة! هذا هو وضع وقيمة الأشخاص الذين يحكموننا في الجزائر. في بداية الثمانينات زار المرحوم مولود قاسم إيران وقابل الخميني، وتحدث الخميني مع مولود قاسم بالفارسية وهو يعرف العربية، فقال له مولود قاسم.. “أحسن أن تتحدث معي بالعربية وإلا تحدثت إليك بلغة لن تجد لها حتى الترجمان!”. وفي 1990 زرت إيران صحبة الدكتور أحمد بن محمد واستقبلنا خمنائي، ورفض بن محمد الجلوس في قاعة الاستقبال حتى لا يدخل علينا خمنائي ونحن جالسين، فنقف له! وبقينا واقفين حتى دخل علينا.. وخمنائي والخميني يمثلان ما يمثلان في إيران، وليس روحاني الذي يدخل عليه ممثل الشعب الجزائري، رئيس البرلمان، بـ”البادج”! أنظروا كيف كنا وكيف أصبحنا! البرلمان الذي لا يراقب الحكومة وهي تبيع أملاك الشعب لا تزعج رئيسه أن يعرف بـ”البادج” الأمني لرئيس إيران وهو يشرح له بطولات الجزائر في مكافحة الإرهاب؟!ابك يا وطني الحبيب واستورد الكرامة من إيران مع الزبيب!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات