أشباه رجال السياسة في الجزائر لا يعرفون ما يقولون! بعضهم قال إن قرار اعتبار 12 يناير عطلة مدفوعة الأجر هو قرار (تاريخي) يعزز الوحدة الوطنية! وبعضهم قال إنه مقدمة مقبولة ومهمة للذهاب إلى مجلس تأسيسي لحل مسألة الشرعية في البلاد. لسنا ندري كيف يكون هذا القرار (تاريخيا) وقد اقتنعت به السلطة الحاكمة مدة 60 سنة كاملة؟! هل هذه السلطة لديها عسر في فهم ماهو تاريخي إلى هذا الحد؟! وإذا كان مثل هذا القرار يعزز الوحدة الوطنية، كما يقولون، فلماذا بقي 60 سنة دون أن تتفطن إليه السلطة وتعزز به الوحدة الوطنية؟! الناس يقولون إن تعميم الأمازيغية على كامل التراب الوطني يواجه معارضة جادة من كثير من الناس... فعمدت السلطة إلى تعميم العطلة باسم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية على أساس أن الشعب لا يعارض العطلة، وبالتالي تتحقق الوحدة الوطنية بالعطلة وليس بالعمل أو التعليم أو السياسة؟! لويزة حنون لم تكن لها الشجاعة الكافية لأن تقول الحقيقة لحزبها وليس للشعب الجزائري، فقالت إن الاعتراف بـ12 يناير عطلة مدفوعة الأجر يقربنا من المجلس التأسيسي؟! شخصيا فهمت مما قالته حنون أن الأمر يتعلق بخطوة أخرى تتخذها السلطة في مجال اللعب بالهوية، قد تأتي على بقية الألاعيب التي طبقتها خارج إرادة الشعب الحقيقية في الدستور، بدءا من فتح العهدات إلى دسترة الأمازيغية رسمية ووطنية خارج الاستفتاء الشعبي، إلى القرار الأخير الذي يضحك أكثر مما يحل المشاكل الحقيقية الموجودة في البلاد في حقل الشرعية والسياسة، ولعل الويزة تريد أن تقول إن مثل هذه القرارات قد تعجل في الإتيان على ما تبقى من شرعية دستورية لهذه السلطة، وبالتالي تقربنا من المجلس التأسيسي الذي يؤسس لكل شيء! السياسة والهوية والقانون. إذا كان هذا ما تريد قوله حنون وخافت من قوله صراحة، فهي بالفعل محقة.. نعم في 1965 وبالتحديد في 19 جوان، تم عزل موظف سام في رئاسة الجمهورية اسمه الرئيس أحمد بن بلة، والذين عزلوه قالوا إنهم قاموا بعمل (تاريخي) يستحق أن يكون يوم عطلة مدفوعة الأجر! وهكذا كان الحال حتى جاء بوتفليقة إلى الحكم وألغاه ولم يعد عيدا وطنيا!الآن يريدون حل إشكال الهوية بالعطل التاريخية؟! الآن العربية والفرنسية تعانيان من صعوبات في التعليم، والسلطة تريد أن تضيف صعوبة ثالثة للتعليم، هي تعميم تعليم الأمازيغية في كل المدارس الوطنية، وهذا معناه زيادة تدهور مستوى التعليم بالقياس إلى ما هو عليه الآن، فالازدواجية في التعليم أدت إلى هذه الكوارث التربوية، والثلاثية التربوية بالتأكيد أنها ستأتي على ما تبقى من مستوى في التعليم، وعندما تدخل السياسة في التربية وفي الهوية، يحدث ما لا يتصوره عقل من مهازل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات