تندر كبير في الشارع الجزائري بخصوص إعلان سفير السعودية عن اعتذار الوزير الأول أويحيى للسعودية على خلفية الصورة المسيئة للعاهل السعودي، التي رفعت في ملعب عين مليلة.. مرد التندر هو أن الحكومة الجزائرية لا تملك ناطقا رسميا باسمها ليتولى سفير السعودية في الجزائر هذه المهمة.الجزائريون الأسوياء قالوا: إن أويحيى من إعلان هذا الاعتذار وترك السفير هو الذي يتولى المهمة، أو ربما هو نفسه غير مقتنع بالاعتذار، ولذلك لم يقم بتقديمه للشعب الجزائري مباشرة!بعض المتندرين قالوا أيضا: إن الاعتذار يجب أن يقدم إلى الرئيس الأمريكي ترامب، كونه، قالت عنه الصورة المرفوعة، بأنه وجه من وجوه حكّام السعودية!وزارة العدل على لسان وزيرها، قالت إن القضية فعل معزول بناء على التحقيقات الأولية! وهي بالفعل فعل معزول يشبه عزلة الحكومة عن الشعب الذي رفع جزء منه هذه الصورة، ومع ذلك، فإن الفعل المعزول لم يمنع من إقالة مسؤولين أمنيين في ولاية أم البواقي على خلفية ما حدث!المبررات التي قدمتها الحكومة للسعوديين مضحكة فعلا؛ فالحكومة تقول: إن العلاقات مع السعودية جيدة وممتازة، لأن السعودية ساعدت الجزائر أثناء ثورتها التحريرية! وهي أيضا اليوم تنسق مع الجزائر في مسائل الطاقة التي تعد العصب الحياتي للجزائريين.كان على السلطة في الجزائر أن تبحث عن مبررات أكثر إقناعا بأن الجزائر والسعودية تعيشان أزهى مراحل العلاقات الممتازة، فالجزائريون يرحلون إلى السعودية بعشرات الآلاف في السنة في الحج والعمرة ويرمون الذنوب التي يرتكبونها في الجزائر هناك، ويعودون كما ولدتهم أمهاتهم. وقد ضاقت السعودية ذرعا بذنوب الجزائريين وأرادت أن تحد منها، ففرضت ضريبة على كل من ”يغسل عظامه” في الحج أو العمرة أكثر من مرة!نعم.. الشعب الجزائري غير مرتاح لسياسة السعودية في المنطقة؛ لأن الجزائر مرتاحة لما تقوم به السعودية في المنطقة.. نعم جزائر السلطة اعتذرت للسعودية عن الفعل المعزول باعتذار، أيضا، معزول.. ولهذا استحت الحكومة من الحديث عنه للشعب مباشرة، وأسندت المهمة إلى السفير. ”القوة الإقليمية”. إنها المفارقة والغرابة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات