الهزال حتى في “الشيتة”؟!

 علمت أن الرئيس بوتفليقة ومحيطه المقرب “زعفوا” لما رأوا الصور المضحكة لمسؤولي البرلمان بغرفتيه ورئيس المجلس الدستوري وهم يمارسون “الشيتة” السيئة للرئيس بوتفليقة.الجماعة كرّموا الرئيس بوتفليقة على ما قالوا إنه الدبلوماسية البرلمانية! وقالوا إنهم كدبلوماسيين برلمانيين نجحوا في ممارسة الدبلوماسية البرلمانية خلال عهدتهم، وأن ذلك تم تحت الرعاية السامية لمؤسس الدبلوماسية الجزائرية (كما قالوا) عبد العزيز بوتفليقة. وقالوا أيضا إن الرئيس بوتفليقة يستحق التكريم من طرف هؤلاء البرلمانيين الدبلوماسيين الناجحين بفضل الرئيس!هؤلاء يشتمون الرئيس من حيث أنهم يدعون أنهم يشكرونه بـ«الشيتة” المبتذلة على طريقة الشعر العربي “الذم بما يشبه المدح”! فهولاء يقولون إنهم نجحوا في الدبلوماسية البرلمانية، وهذا معناه أن الدبلوماسية العادية التي يرأسها الرئيس مباشرة قد فشلت! فكيف تفشل الدبلوماسية العادية التي يسيرها الرئيس مباشرة، باعتباره يشرف على السياسية الخارجية والدفاع، وينجح هؤلاء في الدبلوماسية البرلمانية؟! كيف لا يحس هؤلاء بأنهم يسيئون للرئيس من حيث يدعون أنهم يشكرونه؟!المصيبة أن هؤلاء أحضروا صورة كهدية للرئيس في هذا التكريم وسلموها لمدلسي في حفل بهيج، كرّموا فيه هؤلاء أنفسهم من حيث أنهم ادعوا أنهم كرّموا الرئيس؟!هؤلاء التقطوا صورا مع صورة مهداة للرئيس! والتلفزة غطت هذا النشاط الكبير لهذا البرلمان الناجح في الدبلوماسية والفاشل في تسيير الشؤون الداخلية؟!لست أدري هل الرئيس هو الذي كرّم هؤلاء بالسماح لهم بأخذ صور مع صورة له، وجعلهم يخلقون لأنفسهم نشاطا إعلاميا “كبيرا” غطته الصحافة البائسة الحكومية وغير الحكومية بطريقة واسعة! في وقت غابت أنشطة هذا البرلمان بما يسمح بأن يكون حديث الناس في الحياة العامة، غير تلك الصورة التي أدت إلى ما حدث في منطقة القبائل بسبب نواب البرلمان؟!مقربون من الرئاسة قالوا إن تكريم الرئيس بوتفليقة من طرف هؤلاء الشيوخ في البرلمان من الممكن أن يكون له معنى لو نزل هؤلاء الدبلوماسيون الناجحون كنواب وكمسؤولين إلى منطقة القبائل، وتحدثوا إلى المحتجين فيها لتهدئة الأمور وقدموا ذلك هدية للرئيس، أما وأن يقوموا بما قاموا به، فهو بحق أمر يدعو الرئيس لأن “يزعف” على هذا الهزال حتى في “الشيتة”.