يا سعد لقد أخطأت في حق الوزير الأول، أحمد أويحيى، وفي حق الجزائر، فالرجل تكلم بالعربية، لغة الشعب الجزائري الرسمية، وعوض أن تشكره على ذلك ثلبته بغير وجه حق.. حتى فكرتك التي اعتمدت عليها في ثلبه، وهي إيصال ما يقول للفرنسيين من دون ترجمان، فكرة رغم منطقيتها، فهي ضعيفة أمام الرسالة التي أراد أويحيى إيصالها إلى الرأي العام الفرنسي أولا والجزائري ثانيا.لقد عانينا من المسؤولين الذين يتحدثون مع الفرنسيين بالفرنسية في الجزائر وغير الجزائر... وعندما شذ أويحيى عن القاعدة ثلبته... وبانت حجتك ضعيفة، وأنت الذي بنيت مجد كتاباتك على تصيّد مثل هذه الصور المشرفة التي أنجزها أويحيى في “الماتينيون”؟!أنت تعرف ما معنى أن يتحدث الوزير الأول الجزائري في “الماتينيون” باللغة العربية.. فهذا التصرف في نظر الفرنسيين أكبر من مروحة الداي!أنت تتذكر أنه في 1968 عندما زار وزير الخارجية الجزائري، آنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، فرنسا لأول مرة في تاريخ الجزائر واستقبله الجنرال ديغول ورفع العلم الجزائري لأول مرة فوق الإليزي... كتبت صحيفة “لوفيغارو” اليمينية المتطرفة... كتبت تقول: ديغول الذي قال سنة 1958 عندما عاد للإليزي بأن علم الأفالان لن يرفرف فوق الجزائر.. فها هو علم الأفالان يرفرف فوق الإليزي!أنا كصحفي جزائري لديّ تحفظات كثيرة على سياسات أويحيى في السلطة، ولكن في هذه لا أملك سوى أن أحييه على ما فعل... وأعتبر ما فعله هو بمثابة رفع العلم الجزائري فوق الإليزي سنة 1968، خاصة وأن المسؤولين الفرنسيين عندما يأتون إلى الجزائر يرفضون استخدام الترجمان في محادثاتهم مع المسؤولين الجزائريين.. أتمنى أن تتقبل مني هذه الملاحظة النقدية لما كتبت وأنت الذي تمارس النقد للناس كل يوم.. تحياتي.صحفي جزائري لا يهمك اسمهملاحظة: كان عليك أن لا تستحي بما كتبت وتذكر اسمك كاملا، فهو يشرفك ويشرفني أيضا... وأزيدك من البيت شعرا أنني لاحظت أن أويحيى هو الوحيد الذي ظهر في لقاء ماكرون بالرئيس بوتفليقة، ظهر مع الوفد الجزائري يضع فوق ركبتيه أوراقا ويكتب ما يدور من نقاش تماما مثلما فعل أعضاء الوفد الفرنسي، عكس كل أعضاء الوفد الجزائري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات