الرئيس الأمريكي يعطي إسرائيل القدس.. إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق! أضاع العرب أولى القبلتين كما أضاعوا فلسطين من قبل، وأضاعوا الأندلس، لأنهم توارثوا صفات ملوك بني الأحمر!لم يبق لنا سوى أن نقول ضاعت القدس والآتي البيت الحرام! فلليهود في البيت الحرام ثاني القبلتين حق معلوم تاريخيا، يتحدث عنه تاريخ بني قريظة وبني قينقاع، تماما مثلما تحدث ترامب عن حق اليهود في القدس.. هذا الحق التاريخي الذي انتصر له “المؤرخ” ترامب بعد زيارته لبلاد نجد وأخذ الضوء الأخضر من العرب لأخذ القدس! لم يبق لنا سوى انتظار الوقت الذي يبيع فيه لنا بنو قريظة الحج والعمرة.. واضح أن العرب الذين قبلوا بضياع فلسطين لا يمكن إلا أن يقبلوا بضياع القدس!.العرب الذين يقبلون القدس محتلة من طرف إسرائيل 70 عاما لا يقبلون أن تكون هذه القدس عاصمة لإسرائيل.. أية بطولة عربية نعيشها؟القانون الدولي يقول: إن القدس محتلة والعرب يفرحون باحتلالها 70 عاما ويرون في احتلالها عروبة وإسلاما لابد أن يحافظوا عليهما ضد التهويد لما تصبح عاصمة إسرائيل!القدس فيها حكومة إسرائيل مسألة مقبولة من العرب، لكن أن تنقل لها سفارة أمريكا فذاك هو الخطر بعينه! وكأن العرب يريدون من أمريكا أن تحرر لهم القدس من الاحتلال الإسرائيلي بعدم الاعتراف باحتلال إسرائيل للقدس؟!العرب هم أول من قال: إن القدس ليست عربية! كل الناس يتذكرون أنه بعد زيارة السادات للقدس تعالت الأصوات تقول: لماذا يذهب إلى القدس؟ كان عليه أن يبقى في تل أبيب! فكتبت الصحف المصرية المؤيدة لزيارة السادات إلى القدس بالبنط العريض: “متى كانت القدس عربية؟”..ماذا تنتظر القدس من عباس الذي يعترف باحتلال إسرائيل لفلسطين ولا يعترف باحتلال القدس!شيء مؤسف أن الحكومات العربية أصدرت بيانات استنكار للقرار الأمريكي، ولم تتجاوز هذا الحد من الكلام الفارغ. بل والعديد من العواصم منعت شعوبها حتى من المظاهرات كي لا تمس هذه المظاهرات بالأمن الإقليمي العربي للحكام الذين نددوا بكل قوة بالقرار الأمريكي!الرئيس الأمريكي أخبر كل قادة العرب بقراره الذي اتُّخذ في الواقع منذ 4 سنوات، وعرب البؤس يستقبلون ترامب ويمنحونه مبالغ خيالية تشجعه على إعطاء القدس لإسرائيل!ومن المضحكات حقا أن بيانات الحكام العرب بما فيها بيانات السلطة الفلسطينية قالت “إن القرار الأمريكي استفزاز للأمة العربية والإسلامية”، هكذا والله يتم عطف الإسلام على العروبة في مسألة القدس التي هي بالأساس إسلامية.. حتى التحرك الشعبي جاء من الأرض المحتلة أكثر مما جاء من الشارع العربي.. وهذا يعني أن ما قاله ترامب بأن “إسرائيل بلد ديمقراطي في واحة الفساد العربي” هو حقيقة.. وعندما يتحرر الشعب العربي من حكامه تتحرر القدس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات