أزمة المواد الغذائية الأساسية مثل الأزمة السياسية في البلاد، تتكرر هذه الأزمة في المواد الأولية مثلما تتكرر الأزمة في الوجوه السياسية التي تحكم البلاد.يتداول على الأزمة الغذائية كل من البطاطا والحليب والخبز... ويتداول على الأزمة السياسية أيضا كل من الأرندي والأفالان وحمس أو تاج... ولكم أن تحددوا من هو البطاطا ومن هو الخبز ومن هو الحليب في الأحزاب السياسية؟!في بعض الأحيان يرتفع المستوى السياسي في مواد الندرة مثلما يرتفع في السياسة.. فيحل الأفافاس والأرسيدي وجيل جديد في الأزمة محل الأفالان والراندو وحمس أو تاج... وتحل أزمة الماء أو أزمة الكهرباء أو أزمة الوقود محل أزمة البطاطا والسكر والحليب!الجزائريون لاحظوا أن هناك تضامنا عالي المستوى بين المواد التي تتداول عليها الأزمة، يتجاوز حجم التضامن الحاصل بين الأحزاب السياسية التي تمارس الحكم باسم التحالف الرئاسي.. فقد لاحظنا عراكا سياسيا بين الأرندي والأفالان على أحقية قيادة أزمة البلاد.. لكن لم نلاحظ أبدا صراعا بين البطاطا ومنافسها في السوق، “الخبز”، في موضوع الصراع حول قيادة الأزمة!وهذا معناه أن تضامن عناصر مواد الأزمة أفضل بكثير من تضامن الأحزاب الحاكمة المتسببة فيها؟!أزمة النظافة تتحالف مع أزمة الأمراض المعدية كالكوليرا وغيرها من الأمراض، وتقر أزمة النظافة والأمراض المعدية بأحقية قيادة الأزمة الصحية لهذه الأزمات، في حين يتصارع الأطباء والمرضى والحكومة ونقابة عمال الصحة على أحقية من له الحق في قيادة الآخر!هذا ليس من الترف المضحك، بل هو حقيقة مؤسفة للوضع الذي وصلت إليه البلاد! حكومة تهزمها البطاطا وشعب تستبد به “جغمة” الحليب و”فرمة” الخبز! فينشغل عن العجز السياسي والإداري في تسيير البلاد من طرف الأحزاب! نعم.. هذا أمر مضحك ولكنه الواقع الذي وصل إلى حد الكوميديا البكائية؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات