معارك الاستيلاء على البلديات خارج إرادة الشعب من طرف الأحزاب قد تستمر شهورا بعد إجراء العملية الانتخابية، والسبب هو التزوير كما يقولون، وبذلك تصبح الانتخابات عندنا لا تحل المشاكل بل تعقدها! فليس من العجيب أن لا يعترف المتنافسون على البلديات بالهزيمة أو الفوز ما دامت الانتخابات جرت خارج إطار الانتخابات النزيهة والشفافة.1- أحزاب المعارضة الشكلية قالت إن التزوير بدأ عندما قامت الإدارة التي يسيطر عليها حزبا السلطة، الأرندي والأفالان، بحذف المترشحين الجديين والأكفاء من قوائم المرشحين في الأحزاب “المعارضة”، ومع ذلك لم تنسحب هذه الأحزاب من الانتخابات! وبعض هذه الأحزاب مثل حمس قالت إنها أحزاب سياسية وليست دكاكين يمكن غلقها لمجرد استخدام الإدارة لصلاحياتها بتعسف! لكن الواقع يقول إن هذه الأحزاب أقل من دكاكين! فقد تعللت قيادات هذه الأحزاب، للمشاركة في انتخابات محسومة بالتزوير المسبق، بأن قواعدها تطلب المشاركة وأن القيادات عليها أن تستجيب لهذا المطلب! واليوم تطالب القواعد بأن تثأر لنفسها من التزوير والفساد بالانسحاب، لكن القيادات المعشش فيها منطق الانتهازية والمصلحة تقول إنها لن تستجيب لطلب القواعد هذه المرة لأمور تتعلق بالمصالح العليا للدولة والأحزاب.2- الانتخابات أفرزت نوعية من البشر أسوأ من رجال السلطة الذين سيروا البلديات بعد 1992 تحت عنوان “الداك”، ونحن نعرف ماذا فعل “الداك” بالجزائر على مستوى البلديات والولايات.. فالمعارك الجارية بين أحزاب السلطة في المحاكم حول موضوع التزوير، والأحزاب الجارية بين المعارضة وأحزاب السلطة، ستؤخر تنصيب البلديات لشهور أخرى، وقد تنصب البلديات بطرق هشة ومافيوية، وبذلك تدخل البلديات في سلسلة أخرى من المعارك في المداولات، ومن ثمَّ تتعطل مصالح البلد والشعب بشهور بل سنوات، في ظرف تحتاج فيه البلاد إلى مضاعفة جهودها وليس تجميد إمكانياتها بهذه الطريقة. والسلطة أصبحت بالفعل عاجزة حتى عن فك الاشتباك بين الأرندي والأفالان، فكيف تحل الإشكال بين المعارضة وأحزاب السلطة؟نظرية ممارسة السياسة بمبدأ “دعه يؤيد ويشيّت للسلطة” أدت إلى حالة أصبح معها التزوير يطحن آلة السلطة التزويرية نفسها، فأصبح الفساد والتزوير يهدد نفسه على مستوى الممارسة العملية، والبقية تعرفونها!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات