اقترح على كلية العلوم السياسية في الجزائر تحديث مستواها وبرامجها وجعلها تساير النظريات السياسية الحديثة في العلوم السياسية، والتي جاءت بها الحملة الانتخابية للبلديات الجزائرية.البروفيسور السياسي عمارة بن يونس ابتدع نظرية جديدة في العلوم السياسية، مفادها أن الانتخابات البلدية أنهت الإسلام السياسي! ولا شك أيضا أنها كرست بروز الإسلام العصراني المبني على نظرية “ينعل بو اللي ما يحبناش”! أليس من العاجل أن تقوم كلية العلوم السياسية بتحديث برامجها وفق متغيرات العلوم السياسية التي جاءت بها “هملة” الانتخابات البلدية؟!أما الدكتور بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، الفائزة في الانتخابات الأخيرة حتى على الأحزاب العصرانية وليس الأحزاب الإسلامية فقط، فقد ابتدع هو الآخر نظرية في العلوم السياسية سماها الطريق الثالث! وهو الطريق السياسي الذي لا يؤدي إلى المعارضة ولا يؤدي إلى مهادنة السلطة! وهذه ليست انتهازية وليست مسك العصا من الوسط. الطريق الثالث هذا سبق وأن سلكه قبل بلعيد، المرحوم القذافي، وقد أوصله إلى الموت.كل العالم يعرف أن الطرق في الطبيعة نوعان لا ثالث لهما، ففي الأرض هناك الطريق المعبد وهناك الطريق “البيست”، ولا يوجد طريق من نوع آخر، فالطريق الثالث هو “الهملة في العطيل” ولا يسمى طريقا! وحتى في السماء هناك طريق للطائرات يسمى “الكولوار” الجوي، وهناك في البحر أيضا طريق واحد يسمى الخط البحري ولا يوجد ثالث.أما الدكتور الوزير أبوجرة فقد قال إن سبب سجن رؤساء البلديات هو الجهل، بحيث يتخذون قرارات ليست من صلاحياتهم، ولذلك يقعون تحت طائلة القانون بسبب الجهل وليس بسبب السرقة، وعلينا أن نبدل نظرية القانون التي تقول لا يعذر بجهل القانون ونعوضها بنظرية يعذر بجهل السياسية! فالزعيم الحمسي لم يقل لنا لماذا تقوم الأحزاب السياسية بتقديم الجهلة في قوائمها ليترشحوا للبلديات؟! أم أن هذا السؤال ليس من العلوم السياسية وليس من أبجديات الدولة الراشدة؟! أليس هذا مدعاة لاعتبار الجزائر قطعة أرض محتلة بالبناءات المؤسساتية الفوضوية وعلينا إعادة البناء من جديد؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات