شيء جميل.. جوائز لرئيس الجمهورية وزعت على الصحافيين في المركز الدولي للمؤتمرات، والأجمل منها أن موضوع الجائزة كان مسابقة بين الصحافيين في موضوع البيئة! حددها الوزير السابق للصحافيين ليتنافسوا فيها بالكتابة! شيء جميل أن تكون الجائزة المتسمة بحرية الصحافة تخضع لتحديد المسبق للوزير الذي يحدد المجال الذي تمارس فيه حرية الصحافيين في الكتابة والإبداع! والمهم أن تبتعد حركة الكتابة الصحفية عن نقائص تسيير البلد من طرف الحكومة والسلطة عموما.ولا حرج إذا توجهت هذه الحرية للتباري الإعلامي حول النفايات المنزلية وعن مؤسسة “ناتكوم”!وما عليهش إذا تحدث الصحافيون ببراعة عن ثقب الأوزون! أو عن التلوث الجوي في الصين وهونغ كونغ!الطريف في الموضوع أن أحد الصحافيين تحدث في موضوع عن سوء تسيير “ناتكوم”... وعن الفساد في مؤسسات البيئة، وأبعد موضوعه من التسابق من طرف اللجنة، لأنه اعتبر موضوعه خروجا عن الموضوع! لأن الحرية الإعلامية التي تتحدث عن الفساد، سواء في “الزبالة” السياسية أو الزبالة البيئية، يعتبر خروجا عن الموضوع.شيء يدمي القلب في الوقت الذي تغلق فيه الصحف ويطرد الصحافيون من عملهم، لا تسمح الوزارة للصحافيين بالتسابق في مجال كتابة الموضوعات التي تشخّص أسباب ما حصل في هذه المهنة البائسة! بل تعامل الصحافة بنفس منطق وزارة التجارة في تعاملها مع تجار البطاطا!رئيس الجمهورية يأمر بتفعيل صندوق دعم الصحافة... وتنفذ توجيهاته، ولكن بالمقلوب! يفعّل صرف محتويات الصندوق ليس لدعم الصحف، ولكن لإقامة حفل كبير بالملايير في المركز الدولي للصحافة لتوزيع هذه الجائزة! وتوزع الجائزة على صحافيي القطاع العام الذين لا يمارسون أصلا الإعلام في الغالب الأعم، وذلك بالمقاييس المهنية!منطق الإعلام في أزمة، ومؤسسات الإعلام بخير لا يماثله إلا منطق الحكومة بخير، والدولة مهددة بالسكتة القلبية!كان على الحكومة ووزير الإعلام أن يوزع جائزة رئيس الجمهورية في صمت، لأن الصحافة التي تموت بالأزمة لا يمكن أن تكون حرة وتنتج أعمالا تستحق عليها الجائزة! كان عليه أن ينظم ندوة وطنية في المركز الدولي للصحافة مع المهنيين في القطاع لدراسة جوانب الأزمة التي يعيشها الإعلام، لكن ملكة المبادرة والتفكير أصبحت معطلة لدى الجميع، ولا تستغل إلا في الجوانب التي تؤدي إلى سوء صرف المال العام بطرق مضحكة وكاريكاتورية، كتوزيع جوائز لصحافيين في صحافة مريضة وتعاني سكرات الموت.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات