يبدو أن جماعة حمس لم يرثوا من خصال المرحوم نحناح غير اللعب بالكلمات! فها هو مناصرة يقول إن منصب الرئيس غير شاغر، ولكنه غير مملوء بشكل جيد! واستعمال لفظة “مملوء” تدل على المعنى المادي وليس المعنوي... فهل كان مناصرة يقصد ما يقول؟!وقياسا على تعبير مناصرة الخارق للعادة، يمكن أن نقول إن مخ قائد حمس الجديد ليس فارغا ولكنه غير مملوء!مسألة تدهور مستوى الأداء السياسي للإسلاميين تكمن في هذه المواقف المضحكة، فهم يهتمون بالجزء المملوء في كرسي الرئاسة، ولا يهمهم الجزء الفارغ منه، على طريقة النظر إلى الجزء المملوء من الكأس وليس الجزء الفارغ!مناصرة يريد العودة بحماس إلى أروقة السلطة في الجزء المملوء بالمنافع الوزارية، ولا يهمه الجزء الفارغ من الرئاسة!لا يا زعيم حمس، مسألة العزوف تحولت في الانتخابات الأخيرة إلى مقاطعة وليس عزوفا، لأن مسألة الجزء الفارغ في كرسي الرئاسة الذي تتحدث عنه أصبح هو الأغلبية... وليس العزوف (المقاطعة) سببه كما تقول مستوى المرشحين، فعلى مستوى حزبك مثلا فإن رموز هذا الحزب هي التي ترشحت، والمقاطعة لم تكن مقاطعة للمترشحين، بل كانت مقاطعة للسياسة التي انتهجها الحزب! الشعب قاطع حزبكم ومرشحيه، لأنه أصبح يرى فيكم جزءا لا يتجزأ من بؤس السلطة وفسادها السياسي.ما الفرق بينك وبين أويحيى الذي يقول إن حكومته بقيادة الجزء المملوء من كرسي الرئيس جنّب الدولة السكتة القلبية التي تسبب فيها الجزء الفارغ الذي كانت تمثله حكومة الجزء الفارغ لكرسي الرئيس؟! أنتما إذن تتعاركان على الجزء الرئاسي المملوء... وكل واحد منكم يريد التخلص من مسؤوليته عن الجزء الفارغ من كرسي الرئاسة!يجب أن تكون لكم الشجاعة الكافية للاعتراف بأن حزبكم حمس هو أيضا مسؤول مسؤولية مباشرة عن نتائج الحكم، لأنكم وضعتم مع الأرندي والأفالان أسس هذا الحكم، وبالتالي تتحملون مسؤولية نتائجه.. ولا يمكن أن تضللوا أنتم أو أويحيى الشعب الجزائري في هذا الأمر، وتتملصوا من مسؤولياتكم عما حدث في البلاد! فأنتم والأفالان والأرندي شكلتم ثلاثي التيه الذي قاد البلاد إلى هذه الكارثة التي قال عنها أويحيى بأنها تشبه السكتة القلبية للدولة...
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات