في بعض الأحيان لا أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر عن حقيقة ما يقع في البلاد. الوزير الأول يكلف نفسه عناء الرد على الإشاعات التي تتحدث عن تحوير أو تغيير أو تعديل حكومي وشيك، وينفي ذلك، رغم أن هذه المسألة من الصلاحيات المطلقة لرئيس الجمهورية وحده، فهل كلفه الرئيس بأن يتحدث باسمه في هذه المسألة؟ ويزيد الطين بلة حين يقول ”إن الحكومة جنّبت الدولة سكتة قلبية”! فهل يعي أويحيى ما يقول؟ من أوصل الدولة إلى حالة السكتة القلبية؟ أم أن حكومة لوزوطو هي التي أوصلت الجزائر إلى حالة السكتة القلبية وحكومة الجزائر أنقذتها؟أويحيى كان رئيس حكومة وما يزال، ورئيس حزب في الحكم، ورئيس ديوان الرئيس ووزير الدولة التي نجت من السكتة القلبية! فمن أوصل البلاد إلى هذه الوضعية؟ من حقنا كشعب أن نفرح بحكومتنا التي أنقذت بلدنا من السكتة القلبية، ولكن أيضا من حقنا أن نحاسب من أوصلها إلى هذه السكتة؟! ومن يضمن لنا أن السكتة القلبية يمكن أن تتحول إلى سكتة من نوع آخر؟ خاصة أن الحكومة أصبحت في خدمة جمعية وطنية هي جمعية البترونا! فقد تابع الجزائريون بكل أسف تحوّل حكومتهم إلى عضو في جمعية البترونا، إذ ترك الوزراء مهامهم في الحكومة وراحوا يرأسون ورشات في اجتماعات هذه الجمعية، في صورة تذكرنا بما حصل في مصر مبارك قبل سقوطه، حين أصبحت حكومة نظيف ذيلا من أذيال رجل الأعمال أحمد عز شريك نجل الرئيس مبارك.. أفرحوا يا جزائريين حكومتكم أصبحت تشكل جبهة مع المال الفاسد لتنمية البلاد.حتى سيدي السعيد أصدر بيانا يؤيد الرئيس بوتفليقة! ولكنه لم يقل لنا يؤيده ضد من؟ ومن هو هذا الذي يهدد الرئيس ويناصره سيدي السعيد ببيان ولا يذكر اسمه خوفا منه؟ هل هو الشعب الجزائري أم جيش الطوغو؟ أم مافيا الطليان؟ يبدو أن ”الهوشة” في سرايا الحكم بدأت تأخذ طريقها إلى الرأي العام، لكن على استحياء.والتي قالت لهم ناموا أن الوزير الأول قال إن ما بناه الرئيس كاد أن يهد دفعة واحدة! ولكن المتحدث لم يقل لنا من يهدد بناء الرئيس بالهدم؟ هل المهدد بالهدم المؤسسات الدستورية (برلمان وحكومة وأحزاب) التي كانت شبه مؤسسات فتحوّلت إلى ”زرائب”؟ أم الدولة التي شيّدها الرئيس والتي لا تزول بزواله، بل تصاب بسكتة قلبية فقط؟!ومرة أخرى من هو هذا البعبع الذي يهدد الشعب الجزائري بهدم ما بناه الرئيس على رأس الشعب؟!مشكلة السلطة في هذه البلاد أنها لم تعد قادرة حتى على الكلام المفيد، لا عن العمل المفيد فقط. وعندما نسمع الوزير الأول يتحدث عن 10 نقاط للإصلاح الاقتصادي لم تذكر في مخطط العمل الذي قدمه للبرلمان، عندها نعرف قيمة المؤسسات الدستورية التي بناها الرئيس للشعب ويراد هدمها على رأسه..يا ناس.. ”القيطون” أفضل للشعب من البناء القصديري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات