بيان الثلاثي.. طالب وبن يلس وعبد النور لا غبار عليه، وفيه تشخيص دقيق للوضع في الجزائر! فقط فيه جملة جعلت قارئ هذا البيان يتعجب من وجودها.. فالجملة تصف المقصود بالبيان “بوصف العجوز أو الشيخ؟! والحال أن الموقعين على البيان يكبرون المعني سنا، فكأنهم يشتمون أنفسهم من خلال شتم من يقصدونه بالتعبير “العجوز أو الشيخ”!لا يصح أن يعيّر شيوخ السياسة في الجزائر شيخا آخر في الرئاسة، ولهذا كان بيان الثلاثة عبارة عن “طاسة” حليب حطت عليه ذبابة فأفسدته!لا أعتقد أن تعيير الناس بالشيب هي قناعة سياسية عند هؤلاء الزعماء الأكفاء والنزهاء، وهم يعيشون الشيخوخة السياسية... بل إن هذه الجملة “زلقت” من بنات أكفار من حرر البيان، وهو بالتأكيد ليس من هؤلاء الثلاثة!لقد “شمشمت” في الموضوع وانتهيت إلى معرفة أن محرر البيان هو وزير سابق في حكومة بوتفليقة... وأحد الأرانب السياسية في الرئاسيات السابقة!والمصيبة أن المعني كان يتصل بأصدقائه ويحثهم على قراءة البيان والقول لهم بافتخار “أنا الذي كتبت هذا البيان”! والمعنيون وقعوا عليه فقط.ومن هذه الزاوية، فإن جماعة الرئيس بوتفليقة تستحق أن ينالها ما ينالها من هؤلاء الذين أنعمت عليهم بالوظائف والمناصب السامية!كل الناس الذين هزهم محتوى بيان الثلاثة أصيبوا بنكسة، عندما علموا بأن محرر البيان وزير سابق في حكومة بوتفليقة؟! حتى الوجوه النظيفة أصبحت عرضة لأن تلوثها السلطة بنفاياتها التي تطردها من منظومة الفساد السياسي والإداري للبلاد؟!أنا هنا لا أقلل من شأن هؤلاء الكبار، ولكن أنبه القراء إلى المستوى الذي وصل إليه الفساد في هذه البلاد، وكيف استبدت الأنانية والمصلحة الخاصة بالناس حتى في المسائل الحيوية للبلاد!مشكلتنا أننا لا نملك سلطة ولا نملك أيضا معارضة نقية وواضحة وغير ملوثة بعسل السلطة، يمكن أن تقود الشعب إلى تغيير حقيقي غير مشبوه وغير مطعون فيه؟! ومع ذلك فإن ما جاء في البيان يستحق القراءة ويستحق التأمل والتدبر فيما ورد فيه!نحن في حالة الغريق الذي يتعلق حتى بقشة وسط الأمواج، خاصة إذا كان هذا الغريق مشروع حراڤ!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات