لا أعتقد أن الوزير الأول، أويحيى، يعرف معنى “الأيام مثل الريح في البريمة” التي يغنيها الشيخ العفريت، وإلا لما شبه مطالب المعارضة بتطبيق المادة 102 بـ”الريح في البريمة”!“البريمة” هي آلة تقليدية يستخدمها الحرفيون في نجارة الخشب لإحداث الثقوب في الخشب، وهي حلزونية الشكل، وكانت تستخدم في ثقب الخشب قبل دخول عصر الكهرباء، مثلها مثل “القادوم” الذي يستخدم في النجارة أيضا.. ولهذا يقال “ضربة بالشاقور ولا عشرة بالقادوم” لصغر تأثيرها!“البريمة” التقليدية تستخدم من طرف النجار التقليدي لثقب الخشب عبر أربعة مكابس، يمسك النجار الخشبة المراد ثقبها بيد حتى لا تهرب له، ويرشق رأس “البريمة” الحديدية الحاد فوق المكان الذي يراد إحداث الثقب فيه، ثم يضع جبينه على رأس “البريمة”، وهو عادة يكون من الخشب، ويدير النجار باليد الأخرى “البريمة” الحلزونية لإحداث الثقب المطلوب في الخشب.. وعادة ما يمتلئ الثقب بنجارة الخشب بفعل دوران “البريمة”. ولكي لا يعطل ذلك عملية الثقب، يقوم النجار بنفخ الريح بفمه في الثقب لإبعاد النجارة عن الثقب، وهي عملية غاية في التعقيد والإتقان، يد تمسك ويد تدوّر “البريمة”، وجبين يضغط وفم ينفخ الريح لإبعاد فتات الثقب وتسهيل المهمة.هل يقصد أويحيى هذه الصورة الجميلة وهو يتحدث عن الريح في “البريمة”! وينسب ذلك للمعارضة؟! لا أعتقد ذلك، بل قد يكون أويحيى قصد الريح في “البريمة”، خروج الريح من النجار وهو يقوم بهذه العملية بحواسه الأربع! فإذا كان هذا هو المقصود من الوزير الأول في حكاية الريح في البريمة، فالمثل ينطبق أكثر على الأحزاب التي تريد الاجتماع لإصدار بيان مساندة وتأييد للرئيس! فهذه الأحزاب رباعيتها في تأييد الرئيس تشبه رباعية النجار “في البريمة”، حين يستخدم جبينه ويديه وفمه لإحداث الثقوب في الخشب... لكن ريح أحزاب التأييد والمساندة يختلف عن ريح النجار الذي يخرج من فمه، بل يشبه ريح النجار الذي يخرج من مكان آخر بسبب الإجهاد والتركيز؟!بقي أن نقول لهؤلاء الذين يجتمعون لإصدار بيان لتأييد الرئيس.. تؤيدونه ضد من؟! ضد الجيش الذي هو قائده الأعلى، أم ضد الحكومة التي عيّنها.. أم ضد الخارج!فعلا أصبحت هذه الأحزاب تمارس السياسة كـ”الريح بلا بريمة”؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات