حقيقة.. مصالح الإعلام في رئاسة الجمهورية والوزارة والحكومة تسيّر المعلومة الإعلامية في البلاد على طريقة “برّاح وضاع له حمار”!صحيفة لوموند الدبلوماسي الشهرية التي تقرؤها نخبة النخبة في فرنسا، ويقرؤها بعض المستلبين في الجزائر، لمتعة القراءة فقط.. هذه الصحيفة نشرت تحقيقا حول الوضع في الجزائر، لم يسمع بمحتواه إلا خاصة الخاصة في فرنسا وفي الجزائر، ولكن تسيير الإعلام في الجزائر من طرف وزارة الإعلام ومصالح الحكومة والرئاسة، على طريقة برّاح السوق، هي التي جعلت الجزائريين يبحثون عن هذه الصحيفة، لأن السلطات الجزائرية صادرتها، وأعلنت أنها صادرتها لتزيد في منسوب البحث عنها في الأنترنت، وفي قراءتها على نطاق واسع كمنشور سري ممنوع من التداول!هل يعقل أن يقوم إعلامي لا ينتمي إلى إعلام برّاح السوق في البحث عن حماره يمنع دخول صحيفة لا تقرأ أصلا من طرف العامة، ثم يتم الإعلان عن هذا المنع في وسائل الإعلام الجماهيرية، ليتحقق الغرض من التحقيق الذي نشرته لوموند دبلوماتيك، ولتصبح قراءته على نطاق واسع كمنشور سري، أو كمادة إعلامية ممنوعة من التداول، ويتم ذلك عبر الأنترنت، السماء مفتوحة إعلاميا، وهؤلاء ما يزالون يسيّرون الإعلام بمنطق البرّاح! أخشى ما أخشاه أن من أصدر قرار المنع وأعطى الخبر لوسائل الإعلام، فعل ذلك عن وعي، وهدفه هو زيادة مقروئية هذا العدد من الصحيفة، ولم يكن الأمر من باب الخطأ الإعلامي ومن قبيل “جاء يكحلها فعماها”!إعلام الجزائر في بهائميته الإعلامية، ليس ببعيد عن إعلام الشقيقة مصر، فقد تابعت انطلاق حملة إعلامية مصرية ضد أمريكا والرئيس ترامب، لأنه منع المساعدات المالية عن مصر، بسبب عدم احترامها لحقوق الإنسان، والإعلام المصري عوض أن يتجه إلى نقد ممارسات الحكم التي حرمت مصر من المساعدات في هذا الظرف المالي الحساس، راح هذا الإعلام يهاجم أمريكا على أنها ستمس بالعلاقات المصرية الأمريكية بهذا الإجراء!فالإعلام المصري مازال متأثرا بنظرية الطلاب التركي في شوارع القاهرة، حين يطلب التركي قائلا للمصري: “أعط جنيه لسيدك”، كيف يقبل الإعلام المصري (الشامخ) وطنيا أن تمد مصر يدها لأمريكا، وإذا منعت عنها أمريكا الصدقة يهاجمها الإعلام المصري بوطنية عالية؟! كان على الإعلام المصري أن لا يصب جام غضبه على أمريكا لأنها أوقفت عن مصر الصدقة الجارية منذ سنوات، بل كان عليه أن يصب جام غضبه على حكومة بلاده التي جعلت مصر تشحت بهذه الطريقة المهينة.. الطريف في الأمر أن الإعلام هذا هدد أمريكا بوقف التعامل معها في مجال مكافحة الإرهاب؟! مصر التي تنتهك حقوق الإنسان، حسب أمريكا لأنها تكافح الإرهاب بالتنسيق مع أمريكا، تريد وقف ذلك عقابا لأمريكا؟!إنني لم أعد أفهم شيئا في إعلام بلادي وإعلام الشقيقة مصر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات