كل اقتراحات المعارضة تطبقها السلطة ولكن بالمقلوب!طالبت المعارضة بانتخابات حرة تشرف عليها لجنة مستقلة، فقامت السلطة بالالتفاف على المطلب وأنشأت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات ودسترتها وأفرغتها من محتواها... فجاءت لجنة مراقبة الانتخابات أسوأ في تركيبتها وأدائها من لجنة مراقبة الانتخابات التي كانت تتشكل من الأحزاب و«بلطجية” السياسة في الجمعيات الموالية لسلطة الغش وتزوير الانتخابات.حتى على المستوى المادي الذي يتقاضاه أعضاء اللجنة، فقد كان أعضاء اللجنة من الأحزاب يتقاضون مبالغ قيل وقتها إنها خيالية وتعد رشوة واضحة لهؤلاء من أجل مراقبة الانتخابات بالصورة التي تريدها السلطة... لكن لجنة الدستور لمراقبة الانتخابات ضربت أرقام استفادتها المالية في ثلاثة! لتكون مراقبتها مقبولة سلطويا! ولهذا ليست رشوة لأعضاء اللجنة بل هي إكرامية من السلطة! وبات الرقم الذي صرف على اللجنة الدستورية لمراقبة الانتخابات تصل مبالغه إلى نصف ما يصرف على نواب الأمة المنتخبين بالتزوير لمدة عهدة كاملة؟!المعارضة طالبت أيضا بحوار سياسي بين السلطة والمعارضة، ولكن الذي حصل أن الحوار فتح بين زبانية السلطة.. فقام بالحوار في البداية بن صالح وحاور من خلاله رئيس حزبه في الأرندي أويحيى.! ثم قامت السلطة بإحداث التداول على الحوار، فكلفت أويحيى فقام بالحوار مع بن صالح باعتباره شخصية وطنية، وهكذا تحاور الحاج موسى مع موسى الحاج! وكانت النتيجة التي تعرفونها وهي إصلاح الدستور بما يجعل لويزة حنون تسيطر على نوابها حتى لا يخرجوا عن طاعتها، ونقلوا الدستور من دستور قانون إلى دستور برنامج لرئيس الجمهورية.!الأفافاس نشف ريقه كحزب سياسي وهو يطالب بحوار بين المعارضة والسلطة والاتفاق على مرحلة انتقالية وحكومة انتقالية، وسمى الأفافاس مبادرته بالإجماع الوطني.. وها هي السلطة التي رفضت الفكرة في الرئاسيات السابقة وفي التشريعيات السابقة، ها هي اليوم تريد إجماعا وطنيا يفضي إلى انتخابات فيها إجماع وطني حول الانتخابات البلدية (ما يرفض في انتخاب الرئيس والحكومة يقبل في انتخاب المير؟!) إنها فعلا جدية السلطة في التعامل مع المعارضة.!الطريف في موضوع الحوار الذي دعت إليه السلطة هو أنه استبعد كل الأحزاب التي لم تشارك في الانتخابات السابقة، وحصرت الحوار فقط مع الذين هم في البرلمان.! وهذا معناه أن السلطة تقصي من الحوار 90٪ من الشعب الجزائري وتتحاور فقط مع نسبة 10٪ الذين تسللوا إلى البرلمان بالتزوير وبالمال وبالأصوات المنهوبة من الأجهزة النظامية؟!أي أن السلطة ستحاور نفسها وفي أحسن الحالات ستحاور البلطجية الذين ترعاهم السلطة في جمعيات المجتمع المدني... ولهذا، فإن أفق الندوة الوطنية التي نظمها المجلس الأعلى للدولة ما تزال أجواؤها تحوم حول البلاد؟! نعم، السلطة ليس لها ما تقدمه للبلاد والآن بعدما جف ضرع حاسي مسعود.. فأرادت أن تقدم “البايت” منذ 20 سنة على أنه طبق سياسي طازج؟! نعم سنتحاور من أجل التأييد والمساندة مرة أخرى لتحضير آفاق 2019 بطريقة كاريكاتورية جديدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات