الإطارات الجزائرية دخلت في محنة جديدة، بالأمس كانت التقارير الأمنية هي التي تحدد مصير الإطارات، وكل الناس تعرف كيف تعد هذه التقارير الأمنية التي تقيم أداء الإطارات! وأتذكر أن المرحوم مساعدية قال لنا في جلسة خاصة: “إن “سارجان” في جهاز الأمن يمكن أن يسود ملف محافظ! أو وال بخروف مشوي”!اليوم لم يعد للتقارير الأمنية ذلك الدور الذي كان من حيث السطوة والتأثير في القرارات التي تخص الإطارات.. ولكن حلت محلها وسائل أخرى ألعن من نقائص التقارير الأمنية المغلوطة.. أصبحت الزبائنية والجهوية والعلاقات العائلية والصحبة والولاء هي الأساس في تعيين المسؤولين وعزلهم من المناصب؟! وأصبحت عمليات تصفية الحساب بين الزمر المؤثرة بالمال والجاه والجهوية والزبائنية المتصارعين حول الرئيس وبالرئيس هي الوسائل في عزل وتولي المسؤولين للمسؤوليات وليس الكفاءة أو النزاهة أو الجدية في العمل.. لأن المؤسسات لم يعد لها أي دور في عزل أو ترقية المسؤولين. والتغييرات الأخيرة في سلك الولاة تدل على ما نقول.. فهناك العديد من الولاة الذين أنهيت مهامهم هم الولاة الذين انحازوا في توجيه الانتخابات التشريعية الأخيرة لهذا الحزب أو ذاك.. لأن الولاة أصبحوا جهاز تزوير الانتخابات وليس جهاز إدارة محايدة لإجراء هذه الانتخابات!التغييرات والتحويرات المتتالية للولايات في المدة الأخيرة تدل على صعوبة تسيير هذا الجهاز من طرف وزارة الداخلية بسبب تداخل الولاءات للزمر السياسية المؤثرة في الرئاسة وفي الحكومة! حتى باتت التغييرات تتم بسرية عالية لمنع التدخلات والتدخلات المضادة، في حين أن مثل هذا الأمر من المفروض أن يتم في شفافية تامة لو كانت المؤسسات والملفات والكفاءة والأداء هي الأسس في التعيين وإنهاء المهام!شخص مثل سلال تنهى مهامه من رئاسة الحكومة ويعرف القرار من مدير ديوان الرئيس وليس من الرئيس.! والسبب حتى لا يطلب عند إبعاده من الحكم منصبا آخر.! أو تفسيرا عن الإقالة.! وهو نفسه مارس باسم الرئيس مناكر في إبعاد ناس وتنصيب آخرين بطرق لا تمت للمسؤولية بصلة.. واستخدمت حتى عائلة سلال في تعيين وإبعاد أناس من المسؤوليات؟!في المدة الأخيرة، أثيرت شوشرة حول منصب وزير السياحة واحتاجت البلاد إلى 45 يوما كاملة كي يفصل الرئيس في الأمر ـ لأن بن يونس يطالب بالمنصب والأفلان تريده والأرندي يقاتل من أجله لما فيه من منافع قادمة..! ولكن الرئيس فضل أن يسند المنصب لشاب من إليزي غير مطعون في كفاءته ولا في سيرته ولا في ما يمثله من آفاق واعدة للسياحة في الجنوب!وكان على الرئيس أن يفعل هذا ليسكت المتصارعين به وحوله للظفر بالمنصب؟!الدولة التي تعطل فيها المؤسسات الأمنية والسياسية والإدارية عن أداء مهامها في إبراز الإطارات وإنهاء مهامهم هي دولة تدخل في متاهات التسيير بالمزاجات وتلحق أضرارا كبيرة بالثروة البشرية التي هي عماد كل عمل تنموي جديد وجاد.! لهذا أصبحت التغييرات المعلنة بهذه الطريقة عبارة عن تعبير واضح عن الفشل في تسيير البلد.. فضلا عن إهدار للإطارات بطريقة أسوأ من إهدار الإمكانيات.. فأصبحت عمليات التغييرات الحاصلة في أجهزة الدولة هي عبارة عن إضافة للأزمة وليس حلا لها[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات