الشقيقة مصر الآن تمر فعلا هذه الأيام بمرحلة عصيبة قد تعصف بكيانها كدولة فاعلة في المنطقة. مصر حوتة كبيرة وقعت في شباك الإرهاب.!عندما اعتلى ممثل الإخوان مرسي عرش الرئاسة في مصر ارتكب خطأ قاتلا بإعلان نفسه رئيسا لجزء من المصريين فقط وهم الجزء الإخواني... وأدى هذا الخطأ القاتل بالمصريين من غير الإخوان إلى اعتبار أنفسهم أجانب في بلدهم وأحسوا بمرارة الإقصاء التي ذاقها الإخوان قبل وصول مرسي للحكم ومعه الإخوان.وانقسم المجتمع المصري إلى قسمين متناحرين، ومع الأسف اصطف الرئيس بالإخوان ومع الإخوان والدولة ضد بقية المصريين.. ولهذا تعالت أصوات وقتها في مصر وغير مصر تقول: إن مصر أكبر من الإخوان ومن مرسي.. ودفع مرسي ومعه الإخوان ثمن الشرخ الذي أحدثه في المجتمع المصري باعتبار مرسي نفسه رئيس فئة من المصريين وهم الإخوان وليس رئيس كل مصر.نفس الخطأ ارتكبه السيسي عندما اعتبر نفسه رئيسا لجزء من الشعب المصري وهو الجزء المناهض للإخوان وأقصى بقية الشعب المصري من معادلة الدولة وخاصة الإخوان. فلا يعقل أبدا أن يقول رئيس دولة إن نصف شعبه إرهاب وهو النصف الذي صوت على مرسي والإخوان في عدة انتخابات.فالبلد الذي فيه عدد الإرهابيين بالملايين وليس بالمئات، حسب سياسة السيسي، هو بلد لا يمكنه أن يتحدث عن الريادة في العالم العربي في مكافحة الإرهاب!النتيجة التي انتهى إليها مرسي بإحداث الشرخ العميق في الشعب المصري هي نفس النتيجة التي انتهى إليها السيسي باعتباره نصف شعبه إرهابا وتسيره ضد بلده دول أجنبية.. دون أن يحس حكام مصر بالإهانة للشعب والحكومة وجيش مصر عندما يتحدثون بهذا المنطق!مصر في محنة فعلا تشبه محنة مصر في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات عندما أصبح القصر الملكي المصري والإخوان يتصارعون بالسلاح في شوارع القاهرة ويتبادلون أدوار العمالة للإنجليز المحتلين حينا وإسرائيل أحيانا أخرى.. حتى بعث الله لمصر من يخلصها من الاثنين الإخوان والقصر فعادت لمصر ريادتها في المنطقة.نعم.. مصر أكبر من مرسي ومن السيسي والإخوان ومن العلمانيين، ويجب عليها أن تنهض من كبوتها بقول المصريين بصراحة سياسية عالية... لا لمرسي والإخوان ولا للسيسي الذي “تحڤره” السعودية وقطر.من المؤسف حقا أن نرى مصر اليوم تعيش مشاكل أمنية مع كامل جيرانها من السودان إلى ليبيا إلى إسرائيل إلى اليمن... وحتى غزة دون أن يحس المصريون بأن الأمر لا يتعلق بالمحيط الإرهابي المعادي لمصر بل يتعلق بمشكل داخلي لنوعية حكم مصر في مصر! فالحكم الذي يدعي أن قطر وتركيا وليبيا والسودان وغزة تهدد أمنه وينقل ذلك إلى المجتمع الدولي هو حكم ضعيف ليس جديرا بأن يحكم شعبا وبلدا بحجم مصر.. فالحل للمعضلة المصرية هو إلحاق السيسي بمرسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات