وزير في أهم قطاع وهو قطاع السياحة يبقى مكانه شاغرا طوال هذه المدة.. وفي عز الموسم السياحي... وكأن القطاع والوزير من الزوائد في منظومة الحكم ويمكن الاستغناء عنهما.سفير في أهم عاصمة بالنسبة للجزائر... يقال إنها عاصمة الجزائر العقلية، يبقى مكانه شاغرا قرابة السنة وزيادة، وهي العاصمة الفرنسية باريس... أهم عاصمة تبقى بلا سفير والمصالح الجزائرية تسير كما يجب وبلا قلق – حتى بات الرئيس الفرنسي نفسه هو الذي يتصل بالرئيس بوتفليقة أكثر من مرة لتمرير الأمور!الوزراء المعنيون في الحكومة الجديدة أو الذين استمروا في مناصبهم يفتحون النار على القطاعات التي يسيرونها... فهذا وزير المالية الذي كان مديرا للضرائب يقول إن البلاد يضيع منها ما يعادل نصف احتياطي الصرف سنويا بسبب تهرب رجال المال والأعمال عن دفع مستحقاتهم الضريبية.وزيرة التربية تصفع من طرف الوزير الأول بواسطة قرار من الرئيس لإعادة الباك، ومع ذلك تبقى في منصبها تؤدي رسالتها ربما حتى تقال ولا تستقيل، حفاظا على سمعة الحكم الذي تزعجه استقالة الوزراء أكثر مما تزعجه عمليات فساد الوزراء وسوء تسيير قطاعاتهم بسبب قلة الكفاءة.المهاجرون الأفارقة يدخلون التراب الوطني المحروس كما يجب من تسلل الإرهاب! ويركبون في النقل العمومي والخاص ويزحفون نحو الشمال بقدرة قادر أمام أعين الولاة ورؤساء الدوائر وأجهزة الأمن المختلفة... ولا أحد يتساءل عن الفاعل والمفعول معه والمفعول لأجله.!كل هذه الظواهر عندما تجتمع في وقت واحد تدل على أن هناك حالة ما تحضر على مستوى القرار المفصلي في السلطة... قد تكون الحكومة التي شكلت على عجل هي التي تنتظرها قرارات حاسمة تخص تحويرا وزاريا عميقا يهدف إلى إصلاح ما أفسدته العجلة في تعيين الحكومة..! وقد تكون موازين القوى قد تبدلت في القمم العليا في سرايا الحكم وتتطلب ترتيبات مصاحبة.. ولهذا يخمَّل المحامي المثير للجدل في سيارة الأمن بطريقة فجةǃ ويتحدث الناس عن ملفات فساد وعن منع من مغادرة التراب الوطني وعن ملاحقة مفسدين كانوا إلى وقت قريب هم من يلاحق من يلاحقهم اليوم؟! فالأمر إذن يتجاوز هذه المرة مجرد هوشة بين السرايا إلى ما هو أعمق! وقديما قال الشاعر: احذر عدوك مرة... واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعرف بالمضرة.!ومع ذلك نقول ما قاله الرئيس بوتفليقة ذات يوم في اللجنة المركزية عندما استقال باقي بوعلام وبلعيد عبد السلام وقالوا للمرحوم مهري كفى تآمرا مع صهرك، فسمع بوتفليقة باستقالة هؤلاء فقال: الذي بعده.! ويقصد تنظيف الأفلان من أمثال هؤلاء..! وما علينا نحن اليوم سوى أن نقول: الذي بعده.! عندما نسمع أن سرايا الحكم تلف بعضها البعض بملفات الفساد التي شيدتها هذه السرايا بالتواطؤ بينها.. وفقط نتمنى أن خلاف السراق يسفر عن ظهور المال المسروق.!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات