أصدقكم القول أنني خفت على البوليساريو عندما سمعت أن السعودية اعترفت بها نكاية في الموقف المغربي من أزمة الخليج، والذي جاء لأول مرة متطابقا مع الموقف الجزائري من هذه الأزمة الخليجية المؤسفة.يتذكر الصحراويون أن السعودية هي التي موّلت بناء جدار المثلث المفيد في الصحراء الغربية في الثمانينات! تماما مثلما تعاونت السعودية مع قطر ومع أمريكا في بعث منظمات العنف في سوريا مثل جبهة النصرة وداعش والجيش الحر، ومثلما فعلوا في ليبيا بالتنسيق مع الناتو وأمريكا وفرنسا، فهل نسقت السعودية مع فرنسا وأمريكا في هذا الموقف الجديد من النزاع في الصحراء الغربية، أم أن الأمر لا يتعدى كونه مناورة سعودية؟!الخلاف الجزائري المغربي حول موضوع تقرير مصير الشعب الصحراوي ظل 40 سنة يتم بمستوى أخلاقي وسياسي عالي الأداء... ولم يحدث ولو مرة واحدة أن مارس المغاربة أو الجزائريون عملا غير أخلاقي في هذا النزاع، لكن إذا دخل عربان الثلث الخالي على الخط، فالخوف كل الخوف أن يأخذ النزاع منحى آخر غير أخلاقي! قياسا على ما حدث في أفغانستان حين تدخلت السعودية هناك إلى جانب أمريكا.. وما حدث في العراق وما حدث في سوريا وليبيا، سترك يارب؟!نعم.. الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة.. ولكن لم يحدث أن توقفت العلاقات السياسية والدبلوماسية وفرض الحصار على طرف من طرف الآخر.. كما يحدث اليوم في الخليج! السعودية تستخدم المال في شراء كل شيء من ترامب حتى حاكم جزر السيشل!اليوم يتعجب الناس كيف للسعودية أن تمنع سكان قطر من العمرة.. وهؤلاء لم يتعجبوا من قبل عندما فرض الأمر نفسه على الإيرانيين!؟ألا يتذكر هؤلاء أن السعودية كادت أن تفرض على الجزائريين الذين يريدون الحج للمرة الثانية ضريبة خاصة سميت بضريبة الحج للمرة الثانية يدفعها الحاج الجزائري!تتذكرون أن أمريكا في عهد بوش عندما شنت الحرب على العرق سنة 1990 قالت إن العصر الأمريكي قد بدأ، والسعودية عندما شنت الحرب على اليمن قالت إن العصر السعودي قد بدأ، وإذا لم ينته العصر السعودي إلى ما انتهى إليه العصر الأمريكي.. فإننا سنكون قريبا أمام حالة تفرض فيها السعودية ضرائب على من يقول لا إله إلا الله، وليس الحج أو العمرة أو حتى الصلاة. إنني تعبان واحتاج إلى القيام بحجة إلى الفاتيكان، لأن الفاتيكان أكثر إنسانية وأكثر أمانا، على حد قول المغنية التونسية ذكرى رحمها الله[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات