إذا صحّ ما نُشر عن اجتماع وزراء الخارجية لدول الجوار لليبيا، من أن مصر طلبت من الجزائر المساهمة في عمليات عسكرية مع مصر في ليبيا لدحر الإرهاب في هذا البلد، إذا صح هذا الخبر، فإن الشقيقة مصر قد فقدت فعلا توازنها السياسي في المنطقة.العقيدة العسكرية الجزائرية دأبت، منذ نصف قرن تقريبا، على ألا تستخدم الجيش الجزائري خارج حدود البلاد.. إلا في حكاية حرب إسرائيل!فرنسا التي يقال إنها تتحكم في الجزائر، لم تستطع إقناع الجزائر بالتدخل في ليبيا للإطاحة بالقذافي، ولم تستطع إقناع الجزائر أيضا بالتدخل في مالي، رغم أن الوضع الأمني هناك يمس بأمن الجزائر بصفة مباشرة، فكيف تجرؤ مصر على تقديم مثل هذا الطلب للجزائر.الميليشيات الليبية التي أطاحت بالقذافي أساءت إلى الجزائر من خلال الهجوم على السفارة الجزائرية في طرابلس ومع ذلك لم تتدخل الجزائر عسكريا لحماية رعاياها ومصالحها، رغم أنها كانت قادرة على فعل ذلك في ظل الوضع الذي كانت عليه الحالة الأمنية في ليبيا آنذاك، وفي مالي قام المسلحون باختطاف دبلوماسيين جزائريين وقتلوا اثنين منهم بدم بارد.. وكانت الجزائر تعرف بالتدقيق من قتل هؤلاء وأين يتواجدون ومع ذلك لم تقم بأي عمل عسكري انتقامي، فكيف تقوم اليوم بالهجوم على ليبيا إرضاء لوزير خارجية مصر؟!الجزائر كان بإمكانها أن تقوم بعمل عسكري ضد ليبيا لما كان بعض أشباه (الثوار) الليبيين يهاجمون الجزائر من قطر عبر “الجزيرة” (الشمام والضراط مثلا) ويحرضون الليبيين على ضرب المصالح الجزائرية في طرابلس، وكان وزير خارجية قطر يتسردك على وزير خارجية الجزائر مدلسي في الجامعة العربية.. فلم تلجأ الجزائر إلى العمل العسكري وهي قادرة على ذلك! وجاءت حادثة تيڤنتورين كأعلى استفزاز للجزائر كي تتورط في ليبيا ومع ذلك تميزت الجزائر بقدر عال من ضبط النفس.. وظلت وفية لمبادئها.المؤسف حقا أن تطلب مصر من الجزائر مثل هذا الطلب الغريب في هذا الظرف بالذات، مصر التي فشلت في تحقيق الوحدة العربية بخطب عبد الناصر وصوت العرب والأهرام، وفرضت “الفيزا” على العرب الذين تريد توحيدهم، فعلت ذلك اتقاء شرهم الإرهابي، ومن هؤلاء الجزائر.. مصر هذه، اليوم، تريد توحيد العرب تحت لواء السعودية بواسطة إعلان الحرب على الجيران، وتوحيد العرب بالقوة العسكرية!مصر اليوم تريدنا أن نضرب ليبيا بالجيش الوطني الشعبي، جيشنا ليس في حالة بطالة!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات