أردت أن أكتب إليك هذه الرسالة والتي تتعلق بموضوع كبير يا سيدي... موضوع يخص الأمن الغذائي الوطني.. حيث قررت الحكومة بناء 30 مخزنا للقمح بسعة 600.000 طن، أي ستمائة ألف طن... لتقليص فاتورة الاستيراد. مشروع الإنجاز منح إلى شركة وطنية بالشراكة مع شركة إيطالية... المهم المشاريع متواجدة بكل مدن الوطن: بشار وأدرار وعنابة وتيسمسيلت وغليزان ومستغانم... المهم الكثير... الشيء الذي يحدث يا سعد هو أن هذه الشركة الوطنية تدار بطريقة مافيوية.. فمعظم المسؤولين فيها يعملون بالشراكة مع خواص في هذه المشاريع... ولك أن تتخيل التجاوزات الحاصلة... فقد حصل مؤخرا أن تم رفض أعمال رديئة جدا من طرف رئيس المشروع... فمورس عليه ضغط رهيب جدا.. حتى أن المدير العام، والذي يعتبر شريكا للمقاول الخاص.. في اجتماع قال لهم.. دعوه يعمل حتى ولو أنجز المشروع بالتبن.. هكذا والله.. ولعلمك يا سعد أساس المشروع من الإسمنت المسلح والذي تنجزه هذه الشركة... والباقي هو للإيطاليين والذي يمثل البناء الحديدي.. الإيطاليون قاموا بتصنيع كل القطع المعدنية وهي تنتظر منذ أعوام انتهاء الأشغال المنجزة من طرف الشركة الجزائرية والتي أصابها الصدأ... حتى أن أحد المسؤولين الإيطاليين سخر في اجتماع من مسؤولينا وقال لهم لو أن هذه المشاريع في إيطاليا، وخاصة أنها تتعلق بالأمن الغذائي فسننجزها قبل وقتها... المهم أرجو أن تكتب عن هذا الموضوع فهناك فساد كبير ومظالم الله وحده يعلمها، يعانيها المسؤولون الصغار المكلفون بالإنجاز من طرف الخواص المتنفذين... ولك أن تتأكد سيدي من هذه المعلومات... مع العلم أن اسم المشروع هو “مشروع إنجاز 30 مخزنا للقمح بسعة 20.000 طن لكل مخزن”، مع القول أن صاحب المشروع، يوجد فيه مسؤولون كذلك يعرقلون انتهاء المشروع، بحكم أن لديهم عقود كراء لتخزين القمح ستضيّع عليهم المليارات لو تم استلام هذه المشاريع... أرجوك يا سيدي أن تنوّر الرأي العام الوطني بخصوص هذا الموضوع...بن محمد نور الدين
** المعلومات التي بحوزتي تشير أيضا إلى أن ديوان الحبوب يقوم بكراء مخازن لتخزين الحبوب في أوروبا وخاصة إسبانيا، وبواخر القمع الذي تشتريه الجزائر كمخزون استراتيجي يتم تفريغ حمولتها هناك في أوروبا... مقابل مبالغ لا يعلم حجمها إلا الله! والحجة أن الجزائر لا تتوفر على مخازن مؤمّنة لتخزين هذا المخزون الاستراتيجي الذي لابد منه للأمن الغذائي للبلاد.ولو يفتح هذا الملف قد ينسينا في ملف سوناطراك وشكيب خليل وملف (B.R.C) وربما حتى ملف الخليفة.. إنها جزائر الهوان والضياع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات