حكاية ضرب مصر لأماكن إرهابية في ليبيا بسبب تدريب الإرهابيين الليبيين للإرهابيين المصريين الذين اعتدوا على الأقباط في مصر! حكايةٌ ذكرتني بما قاله المصريون في 5 جوان 1967 أن الاعتداء الإسرائيلي على مصر في هزيمة جوان 1967 كانت طائراته قد انطلقت من ليبيا! وكأن إسرائيل في حاجة لضرب مصر من ليبيا! تماما مثلما يحدث اليوم، فسيناء تعج المصرية بعناصر الإرهاب، ولا يتصور عاقل أن أصابع إسرائيل ليست وراء ما يحدث من إرهاب في سيناء!لكن لماذا تسكت مصر عن إسرائيل ولا تسكت عن ليبيا؟! حكاية ممارسة مصر “الحقرة” العسكرية على جيرانها من دون إسرائيل هي حكاية متواترة وليست وليدة اليوم.. فقد سبق لمصر أن اعتدت على اليمن في 1963 بادعاء أنها تحمي أمنها القومي الثوري! وقد اعتدى السادات في السبعينات على ليبيا بحجة تأديب القذافي لأنه تطاول على السادات المنتصر في حرب أكتوبر! وتدخل المرحوم بومدين لإنهاء الاعتداء. ونتذكر أيضا تهديدات مصر للجارة الجنوبية السودان بسبب قضية حلايب!واليوم هذه المرة الثانية التي تقنبل فيها مصر مواقع في ليبيا تقول إنها مواقع لتدريب الإرهابيين الذين يمسّون بأمن مصر! وحسب المنطق المصري في حماية الأمن القومي للدول، فإن الجزائر دولة “جايحة”، فكلنا نتذكر ما فعله الإرهابيون بالموقع الغازي الجزائري في تيقنتورين، وهو الحادث الذي انطلق منفذوه من الأراضي الليبية، ومع ذلك لم تطبق الجزائر مع ليبيا حق التتبع كما تفعل مصر اليوم، لأن مفهوم الأمن القومي الصحيح هو أن تحمي حدودك من الاعتداء الخارجي حتى لو كان من الجار، وليس القيام بقَنبلة الجار إذا حدث لك مساس بالأمن الداخلي.“الجياحة” الأمنية المصرية ليست في السكوت عن انطلاق الإرهاب من الجارة ليبيا إلى مصر، بل “الجياحة” الأمنية الحقيقية هي كيف سمحت مصر والجزائر بوجود الإرهاب في هذا البلد أصلا؟! هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرح، وليس حق مصر أو الجزائر في قنبلة مواقع الإرهاب في ليبيا أو قنبلة السعودية لليمن بنفس الحجة الواهية!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات