اليوم تجرى انتخابات ليس لها أفق سياسي غير تجديد القديم وتقديم “الصابح” من السياسات والوجوه... انتخابات فيها المقاطعة والعزوف هما الحزبان الأقوى سياسيا.تجري انتخابات كانت حملتها أسوأ الحملات التي عرفتها البلاد منذ الاستقلال، وصل فيها الإسفاف السياسي إلى تحريش الحكومة للنساء ضد الرجال الذين لا يصوّتون! ووصل بها حال المعارضين إلى دعوة الرجال لمنع النساء من الذهاب إلى التصويت.. “شد مرتك في البيت”، قال أحدهم! و”اضربوا رجالكم بالعصي إذا لم يصوتوا”.. قال رئيس أغرب حكومة في العالم!النتائج واضحة ومحسومة... مشاركة تفوق 50% بقرار من أصحاب القرار وليس بقرار المصوتين... انتصار لحزب الإدارة.. وانهزام لحزب المعارضة بالمشاركة... و”هوشة” متوقعة بين معارضة “الكوطات” وأحزاب السلطة على نتائج تصويت الإدارة مكان المصوتين.الدستور يقول: الفائز هو الذي يشكل الحكومة.. والفائز في هذه الانتخابات هو حزب المقاطعة والعزوف ويليه حزب الورقة البيضاء وبعد ذلك يأتي حزب الإدارة... ومع ذلك فإن هذا الأخير هو المرشح لتشكيل الحكومة التي تلي الانتخابات!مراكز القوة حول الرئيس أصبحت متنافرة، ولا يحتاج المراقب الفطن إلى كبير عناء لمعرفة المستوى الذي وصل إليه هذا التنافر بين مراكز القوة! فهل من الصدفة أن يفتح أويحيى النار على حكومة الرئيس بوتفليقة بدعوى أنه يفتح النار على سلال وليس الرئيس؟! وهل من الصدفة أن يؤدي هذا الجدل إلى شل الحكومة طوال 4 أشهر كاملة؟ والأمور مرشحة للمزيد.سيحتدم الصراع حول نتائج “الكوطة” وسيستمر الوضع لشهور قبل أن يفض الاشتباك.. وستتعطل الأمور أكثر مما هي معطلة، وستعقد الانتخابات أزمة السلطة في البلاد أكثر مما هي معقدة... وستكون البلاد جاهزة للدخول في نفق مظلم أكثر من النفق الذي تتواجد فيه الآن.. الله يستر البلد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات