لا.. ليست مقاطعة الانتخابات هي الخطر على البلاد! بل تزوير الانتخابات هو الخطر على البلاد! المقاطعة فعلا تشكل خطرا، لكن ليس على البلاد، بل تشكل خطرا على الرداءة والتزوير والفساد!تزوير الأحزاب... وتزوير المرشحين وتزوير الانتخابات... وبالتالي تزوير البرلمان والحكومة... وكل مؤسسات الدولة، هذا هو الذي يشكل خطرا على البلاد وليس مقاطعة الانتخابات!إذا لم يصوّت الشعب في هذه الانتخابات فالسبب ليس العمالة للخارج أو التواطؤ مع القوى الخارجية لضرب استقرار الجزائر، بل السبب هو سحب السيادة من الشعب وتسليمها إلى المال الفاسد والأحزاب المفبركة بواسطة التزوير السياسي والقانوني والدستوري!25 سنة والانتخابات تجري بـ«التفبرك” والتزوير ولم تحقق لا تنمية ولا استقرارا ولا بناء مؤسسات دستورية مقبولة من طرف الشعب... فهل الآن إذا جرت هذه الانتخابات بطريقة أسوأ من السابق يمكن أن تؤدي إلى نتائج أحسن من السابق...؟! لا يمكن أن يصدق ذلك عاقل؟!كان من الواجب على هذه السلطة التي تقول إنها أعطت للشعب الجزائري ما لم يكن يحلم به... سكنات بمئات الآلاف... وقروض للشباب ومناصب عمل، وجامعات ومدارس.. ومع ذلك ما يزال الشعب يناصب هذه السلطة العداء! كان على السلطة أن تستخلص الدروس والعبرة من هذا العداء! هل الأمر يعود إلى أن الشعب الجزائري “نكّارا” للخير.. أم يعود إلى أن الشعب الجزائري يريد حقه من ممارسة السيادة والكرامة، وهي السيادة والكرامة التي لم ولن تعوّضها الأمور المادية!ديغول في 1958 حاول أن يعطي الجزائريين بديلا عن الكرامة والحرية، فقرر بعث مخطط قسنطينة الشهير.. لكن المادة لا تعوّض الحرية لدى الجزائريين.واليوم ساذج من يعتقد أن تهديد الجزائريين بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا هم لم يصوّتوا للفساد السياسي والمالي والأخلاقي والمؤسساتي... وساذج من يعتقد أن تخويف الجزائريين بالعشرية الحمراء أو بالدمار السوري أو الليبي أو العراقي يمكن أن يؤدي إلى دعم الدمار السياسي الحاصل في الجزائر منذ 25 سنة بالتصويت التخويفي مرة أخرى... الحل ليس في التخويف أو التهديد بل الحل هو تمكين الشعب من حقه في أن ينتخب من يشاء بلا وصاية.. لا دستورية سلطوية ولا رقابة أجنبية مرتشية سياسيا!مشكلة الجزائر ليست في عزوف الشعب عن الانتخابات حتى تتجند له الحكومة، بل مشكلة الجزائر هي أن المستوى السياسي للمسؤولين عن البلاد أصبح أقل من حجم البلاد. والسبب هو حرمان الشعب (بالتزوير) من حقه أن ينتخب مسؤولين كبارا بحجم هذا البلد! هذا هو المشكل، وما عداه هو تسويق وإلهاء للرأي العام لا يؤدي إلى نتيجة.. بدليل أننا مارسنا ذلك أكثر من 5 مرات متتالية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات