الغريق... وقشة النجاة!

الإعلام الجزائري الرسمي لم يقل ما ينبغي أن يقال للجزائريين بخصوص ندوة الطاقة المنعقدة بالجزائر.. فالإعلام الرسمي وغير الرسمي الجزائري حوّل هذه الندوة أو الاجتماع العادي رقم 15 لنادي الطاقة إلى نصر دبلوماسي جزائري لا مثيل له.. بل وعلق عليه آمالا عريضة في عودة ارتفاع أسعار البترول مجددا!هل يعقل أن أسعار البترول التي تهاوت لأسباب سياسية عالمية ما تزال قائمة.. وتزداد صراعا، يمكن أن تحل باجتماع نادي الطاقة على أضعف مستوى، ويحدث ذلك في اجتماع على هامشه لجماعة الأوبك التي يرفض الفاعلون فيها الاجتماع... بل يرفضون حتى الحديث في الموضوع!1-رويال سيڤولان كانت واضحة... حين صرحت وهي تلج قصر الأمم: هذا الاجتماع لنادي الطاقة الدولي هو التطبيق العملي لقرارات قمة المناخ التي جرت في فرنسا ولعبت فيها الجزائر الدور الواجب لعبه.معنى هذا الكلام أن هذا الاجتماع له علاقة بتطبيق قرارات قمة المناخ، وليس جمع جماعة المنتجين والمستهلكين للبترول بغرض دراسة موضوع الإنتاج والعرض الطلب والأسعار.2 - جماعة قمة المناخ يطالبون الدول المنتجة للطاقة بتحمل مسؤولياتها في قضايا التلوث. وهذا معناه أن الموضوع الرئيسي للاجتماع بعيد كل البعد عن الذي يروّج له خطأ الإعلام الجزائري الضائع.3 – لو كانت القضية تخص اجتماع (الأوبك) حتى على هامش هذا الاجتماع لوافقت الدول على ذلك ورفعت هذا اللبس في الموضوع.. لكن هذه الدول ترفض الحديث عن موضوع الإنتاج وخفضه لأنها لا نية لها في ذلك! ولو كانت لها النية لدعت إلى اجتماع طارئ في مقرها في جنيف. فماذا يمنع ذلك ولا يمنعه في اجتماع الجزائر.4- ينبغي ألا نعلق الآمال الكاذبة على اجتماع ليس له الصلاحيات ولا الإرادة لاتخاذ قرارات كما يريد الجزائريون شعبا وسلطة.5- الجهد الذي بذلته الجزائر في هذا الاجتماع لا يتجاوز حكاية ضمان حضور بعض الدول على مستوى الوزراء أو السفراء لهذا النادي، إضافة إلى إجراء أول تجربة لتفعيل تسيير هذا المركب الضخم للمؤتمرات الدولية الذي شيدته الجزائر في وقت لا تحتاج إلى استخدامه بكفاءة اقتصادية، كما هو الحال في قصور المؤتمرات الدولية سواء في باريس أو سويسرا أو نيويورك أو لندن أو حتى دبي وإسطنبول والقاهرة وتونس.. لأن بلادنا تعيش الانفلات السياسي الداخلي والعزلة الدولية الخانقة.. وكل ما يحدث ما هو إلا مظاهر غير جدية وخادعة.

[email protected]