+ -

“سيدي الرئيس، أكتب هذه الرسالة الخاصة ليس لأطلب منكم مصلحة خاصة أو منفعة شخصية، ولكن لألفت انتباهكم إلى غلطة ارتكبت باسمكم في حق الصحفي محمد تامالت المسجون منذ شهرين تقريبا. فقد صفى نافذون في السلطة حسابهم مع الصحفي الشاب المسكين باسمكم يا سيادة الرئيس حين ربطوا ما كتبه ضدهم بما قاله عنكم..” هذه فقرة من مقالك التزلفي.أولا، يا سعد، هذا الصحفي الشاب ليس بالمسكين وسجنه ليس مسكنة أو مذلة، إنما شرف ما بعده شرف، لأنه صدح بالحق وخاطب عقل وضمير كل جزائري، وأفصح عن مكنونات كل وطني شريف. المسكين الذي لن يغفر له التاريخ ولن تسقط جريمته بالتقادم، هو من زج بتامالت في السجن معتبرا قلمه سلاح كلاشنيكوف وكلماته رصاصا موجها إلى صدورهم كاشفا حقيقتهم. أما تصفية الحساب باسم الرئيس، فهو ضرب من الخيال، لأن الرئيس ليس ربع رئيس ولم يرض أن يكون نصف رئيس، لأن الرئيس يا سيد سعد، رئيس لأربع عهدات، ووزير الدفاع، والقاضي الأعلى، والموجه والزعيم، ولا يجوز الخروج عن أوامره أو تعليماته، والسير في طريق غير برنامجه. من يتجرأ، يا سعد، أن يأمر باسم الرئيس أو يسجن باسمه أو يقاضي كائنا من كان بنفسه؟هل نسيت يا سعد أن الرئيس هو من عزل الجنرال توفيق وأنهى مهامه، أم ستخرج علينا بخرجة أخرى أن الجنرال بن حديد لا يعلم الرئيس عن سجنه أو اعتقاله؟ وهل سجن بن شيكو وغلق جريدته لم يكن يعلمه؟ ومن قبضوا عليهم من ناشطين ومدونين ومعارضين لم يكن يعلمه؟إن عدم العلم أو العلم والسكوت، من أكبر الجرائم في حق الشعب والوطن، ثم كيف طاوعك قلبك أن تقارن الرئيس بوتفليقة بالرئيس بومدين؟ بومدين، الجزائر في عهده، هل كان يستطيع رئيس فرنسا، آنذاك، أن يهين “مير” في الجزائر – اليوم انقلبت الصورة، يا سعد، فقد أصبح اليوم “مير” فرنسا يهين أكبر رئيس في الجزائر.هل كان يجرؤ وزير المجاهدين أن يقضي عطلته بفرنسا تحت حماية “الدياستي” ورفرفة علم فرنسا؟ هل كان مصح فال دوغراس بفرنسا قبلة السياسيين آنذاك؟ هل كان ممثل الأفالان في عهد بومدين يشتري العقارات والشقق والأراضي ويفتح الأرصدة بفرنسا وهو يمثل ما يمثل من جبهة التحرير؟ هل كان بومدين يقبل أن يستقبل ممثل “الحركى” و«القومية” في مطار الجزائر تحت عزف الموسيقى العسكرية ببدلة دوڤول ونياشينه وتحت استعداد وتحية الجنرالات؟!لقد أخلطت الحق بالباطل يا سعد، وتزلفت وأنت المعروف بنزاهتك. هل لأجل تامالت تغير في الكلمة وتقلب الحقائق وتزوّر التاريخ؟سبتيوي طارق - عنابة

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات