ثقافة

تكريم مؤرخ فرنسي اعتنق الإسلام وتزوج وتجنّس في الجزائر

احتضن مركز البحث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران بالتنسيق مركز الدراسات المغاربية، أول أمس، ملتقى "الجزائر 1830 1962 منظور التاريخ الاجتماعي والمحلي والنخب" تكريما.

  • 20147
  • 3:25 دقيقة
تكريم مؤرخ فرنسي اعتنق الإسلام وتزوج وتجنّس في الجزائر
تكريم مؤرخ فرنسي اعتنق الإسلام وتزوج وتجنّس في الجزائر

احتضن مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران بالتنسيق مع مركز الدراسات المغاربية، أول أمس، ملتقى "الجزائر من 1830 إلى 1962 من منظور التاريخ الاجتماعي والمحلي والنخب" تكريما للراحل عمر كارلييه، بمشاركة 24 محاضرا من جامعات جزائرية و أجنبية.

اعتبر عمر مانع مدير مركز"كراسك" في كلمته بأن "التكريم إحياء لإرث عمر كارلييه و استمرار للورشات التي فتحها بين الضفتين منذ التحاقه بوهران سنة 1969 كأستاذ لغاية حصوله على الجنسية الجزائرية سنة 1982 كمثقف ملتزم مهموم بتفكيك ديناميكيات بواسطة التحقيقات الميدانية ومسارات مصالي الحاج وجبهة التحرير الوطني ونجم شمال افريقيا وفضاءات التنشئة الاجتماعية كالمقاهي والنوادي والمدارس ودور المدارس في تكوين النخبة في الفترة الاستعمارية، مستعينا بمقاربة متعددة التخصصات" .

وذكر المحاضر بدور كارلييه في وحدة البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لغاية منفاه الإضطراري سنة 1993 في عز الأزمة الأمنية. من جهته، قدم المؤرخ عمار محند عامر شهادته حول عمر كارلييه كمشرف على أطروحة الدكتوراه و تشجيعه على استكمال العمل مذكر بمقولة كارلييه حول مجيئه للجزائر "جئت لأدرس ووجدت نفسي أتعلم".

وكشف كريم وراس نائب مدير مركز الدراسات المغاربية بصفته مشاركا في تنظيم الملتقى عن "مشروع إصدار مؤلف جماعي حول عمر كارلييه".

في الجلسة الأولى برئاسة مصطفى مجاهد، تناولت كريمة دريش من المركز الوطني لبحث العلمي بفرنسا مداخلة بعنوان" كتابة التاريخ الجزائري من خلال صمته، ماهي التحديات و الرهانات؟" انتقدت نقص البحوث التاريخية حول مواضيع مسكوت عنها كالتعذيب و الاغتصاب ومواقع الذاكرة، وعدم الاعتناء والإشارة لاماكن ممارسة التعذيب، واعتماد سردية عادية حول حرب التحرير والتركيز على التضحيات والشهادة. وأشارت إلى بعض الاستثناءات المتمثلة في كتاب عبد الحميد بن زين حول سنوات السجن وكتاب آخر لحميد بوسلهام مبني على شهادات السجناء والظروف النفسية للسجناء وحملات  محاربة الأمية والتوعية السياسية، ومذكرات المجاهدة لويزات اغيل أحريز حول التعذيب والاغتصاب الذي تعرضت له وكشفها لتواطؤ الجنرالات بيجار وسالون وشميت، لكن كتابات وشهادات ينقصها التحليل الأكاديمي.

واختار إيريك سفاريس من جامعة مونبلييه بفرنسا مداخلة "حكم الجزائر المستعمرة من خلال الديموغرافيا في القرنين التاسع عشر و العشرين" من خلال العمل على الإحصائيات المتعلقة بالجزائر منذ 1830 وإجراء 19 إحصاء عام للسكان من 1830 لغاية 1962 واعتماد إحصاء حسب الأقليات مع التمييز بين الفرنسيين ( أصليين، اسبانيين وايطاليين) و بين الآهالي، بعيدا عن معايير المواطنة واللائكية و على أساس عرقي.

وأشار للبحث الذي قام به الديمغرافي كمال كاتب وإحصاء ثلاثة ملايين نسمة بداية الاحتلال وتراجع عدد السكان إلى مليوني نسمة أي بالثلث سنة 1871، ثم ارتفاعه مجددا إلى 4 ملايين نسمة بداية القرن. واستظهر جداول إحصاء حسب العرق مع التمييز بين الفرنسيين فيما بينهم و اليهود و الآهالي المسلمين، لوضع سياسات استيطانية خاصة بالمستعمرة، كمخبر ديمغرافي.

وقدمت جوليا فابيانو من جامعة مرسيليا محاضرة "قراءة انتروبولوجية لاعمال كارلييه الشخصيات و القضايا و المساهمات".

في الجلسة الثانية اعتمد الباحث كريم وراس على أعمال كارلييه لتقديم محاضرة حول "الحركة الوطنية و قضية اللغة ورؤية المؤرخ" وتطرق لقضية "الأزمة المسماة بربرية سنة 1949" و الصمت الممارس حول هذه المسألة وغياب دراسات تاريخية باستثناء عمل جانيت زاغوريان متسائلا حول دوافع هذا الصمت؟ واعتبر المحاضر بأن " الأزمة لم تكن أزمة صغيرة وظرفية مثلما وصفها محفوظ قداش بل أزمة  تسيير ديمقراطي حقيقي داخل حزب الشعب الجزائري ولاعلاقة لها بالمؤامرة البربرية بل محصلة رهانات سياسية و تساؤلات حول الخط السياسي للحزب وموقفه إزاء اللغات والانتماء الخضري ولم تنته الأزمة بطرد الدكتور لامين دباغين ومناضلين من منطقة القبائل من صفوف الحزب وتبني حملة عدائية وشيطنة المناضلين ونعتهم بأعوان الاستعمار والبربرو-ماديين، ولقد اعترف مصالي في مؤتمر هورنو بأنه لجأ لهذه الحيلة لتصفية العناصر الراديكاليين المؤمنين بالكفاح المسلح، بدليل التحق كل هؤلاء المقصيين بالثورة التحريرية."

كما أشار إلى ظهور نخبة مثقفة كمجموعة ثانوية بن عكنون تطالب بتوضيح الخط السياسي للحزب الاستقلالي. في مداخلة عن بعد للمؤرخ علي قنون صاحب كتاب حول الأزمة البربرية سنة 1949 تحت اشراف عمر كارلييه، دحض استعمال لفظ "أزمة بربرية " مفضلا مفهوم أزمة سياسية داخل حزب الشعب الجزائري بين مصالي والنخب المثقفة حول طرق التسيير واختيار القيادات ونقد حب الزعامة وتداعيات مجازر 8 ماي 1945 وتأسيس المنظمة الخاصة.

وأثار البروفيسور عز الدين كنزي "مساهمة كارلييه في فهم حدث بارز في تاريخ الحركة الوطنية "كالازمة البربرية".

في الجلسة الثالثة تطرقت سهام بوديبة إلى "جمعية المعلمين الآهالي، تاريخ احتماعي وفكري"  ومحاضرة أخرى لمنصور قديدير حول " مساهمة في كتابة تاريخ جيش التحرير الوطني في الولاية الخامسة" ، ومحاضرة ثالثة عن بعد لشارلوت كوراي حول" المساهمة في التاريخ الاجتماعي للجزائر المعاصرة المواقع و الأماكن و المسارات حول العلماء المسلمين".

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer