+ -

 ثار جدل حول ورود كلمة “المرحلة الانتقالية” في بيان جمعية العلماء، لأن الحديث عن المرحلة الانتقالية أصبح لدى البعض مرادفا للاستئصال والعمالة لفرنسا! تماما مثلما كان الأمر قبل 22 فيفري، حيث كان يعتبر الحديث عن رفض العهدة الخامسة عمالة للخارج ومن يطالب بذلك يعتبر مغررا به!

1 - تصوروا معي بروفيسورات في العلوم السياسية في جامعة البؤس السياسي الجزائري يعتبرون الشيخ الطاهر علجات، أطال الله عمره، عميلا لفرنسا ومن حزب فرنسا لأنه وقع على وثيقة تطالب السلطة بمرحلة انتقالية! وتصوروا أيضا أن 20 مليون جزائري في الشارع يطالبون بمرحلة انتقالية ورحيل النظام، هؤلاء كلهم حزب فرنسا، فمن بقي في حزب الجزائر؟!والمصيبة أن هذا الفهم البائس لموضوع مطالبة الشعب الثائر بمرحلة انتقالية للخلاص بصفة نهائية من هذا النظام البائس، هذا الفهم لم يقتصر فقط على “الڤراد” الإلكتروني ولا أقول الذباب الإلكتروني! بل تعداه إلى اجتهادات بروفيسورات السياسة في جامعة الجزائر؟! أعلنوا ذلك في بلاطوهات قنوات الشر والعار الإعلامي الجزائري؟!2 - يا ناس.. الأمر ببساطة أن ثورة الشعب في 22 فيفري لم تكن متوقعة من السلطة، فانقسمت العصابة الحاكمة تحت وقع الصدمة وحدث الصدام وسلم المنتصرون على النظام بالنظام جزءا من العصابة كبش فداء للثورة، وقدموا أنفسهم على أنهم منقذون للشعب من العصابة، وبالتالي يستحقون أن يقودوا الثورة الشعبية بعيدا عن التغيير الذي يطالب به الشعب، وبذلك يتم إنقاذ النظام من الشعب.3 - لأول مرة في تاريخ الجزائر يتحد الجميع.. استئصاليون وإسلاميون.. اليساريون والعلمانيون والليبراليون يتفقون على فكرة تغيير النظام بعيدا عن الإديولوجيات، وهي ظاهرة لم يعهدها النظام الذي ظل يلعب على الخلافات هذه لمصادرة الحريات. من المؤسف حقا أننا في الوقت الذي نجد فيه الشعب قد توحد ضد النظام، تخرج علينا بعض النخب تقول إن الوضع الآن يتطلب الاصطفاف مع من هو وطني ومن هو من حزب فرنسا، وأن حزب فرنسا هو كل من يقول لابد من مرحلة انتقالية للخلاص من النظام بتمكين الشعب من حقه في اختيار حكامه وعزلهم. وبتعبير أدق، كل من يقول بأولوية السياسي على العسكري، هذه الفكرة التي ظل الناس يطالبون بها منذ مؤتمر الصومام ومات المرحوم مهري وفي حلقه غصة منها؟!إنني تعبان وأحتاج إلى إضراب عن الكلام لأموت “بغمة” مثل كمال الدين فخار أو تامالت. الحمد لله أن هناك فرقا بين العصابة الراحلة والجماعة التي رحلتها بخصوص حريات المواطنين، فالعصابة الراحلة كانت تعتقل الناس خارج العدالة والقانون، أما الجماعة المنتصرة فتسجن الناس تحت عدسات المصورين وبوسائل الإعلام البائس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات