+ -

تعيش الجامعات الأمريكية أجواء لا تختلف في رسالتها ما شهدته عشية توقف الحرب في الفيتنام، إصرار الطلبة على مواصلة حركتهم المؤيدة للفلسطينيين لن يؤثر فيه التهديد باستعمال الحرس الجمهوري في حرم الجامعات ولا الابتزاز الكلاسيكي بمعاداة السامية.

تحاول النخب في الغرب منذ سنوات إقحام أي انتقاد لدولة الكيان على أنه عنصرية عرقية ضد اليهود لمنح المزيد من الحماية للابن غير الشرعي المرزوع على الأرض العربية في فلسطين.

فما يعيشه مثلا حزب "فرنسا الأبية" ورئيسه جون لوك ميلونشون لا يخطر على عاقل ففي فرنسا التي تتدعي أنها مهد حقوق الإنسان وحرية التعبير واللائكية يتم فيها منع محاضرات واستدعاء مسؤولين سياسيين للتحقيق بتهم تمجيد "الإرهاب" ومعاداة السامية.

نفس الأسطوانة المشروخة يتم استعمالها حاليا من قبل المسؤولين الأمريكيين ضد تسونامي الاحتجاجات في أغلب الجامعات الأمريكية بما فيها المرموقة على غرار كولومبيا ويال وهارفارد.

فقال عجوز البيت الأسود، أن هؤلاء (الطلبة) يريدون قتل اليهود، متناسيا طبعا أن سكان غزة يقتلون لأنهم عرب ومسلمين. وانضم اليه نفير من النواب والسيناتور المؤيدين للكيان فانهالوا على الطلبة بتهم العنصرية وحتى الإرهاب.

غير أن هؤلاء ازدادوا إصرار واتسعت رقعة الاحتجاجات وهي مرشحة لأن تصبح ثورة حقيقية يقودها شباب ليسوا فقط من الجالية المسلمة ولا حتى من الطبقة الكادحة، فلم يتم شل جامعة مثل كولومبيا فاعلم أن 80 بالمائة من طلابيها من البيض ومن الطبقة الثرية في الولايات المتحدة.

ومن جهة أخرى هذه الظاهرة تثلج القلب، لأنها تبشر بمستقبل مغاير في تركيبة الرأي العام الأمريكي، فحاليا المؤيدون فيه لسياسة دعم الكيان اللامشروطة هم من الكهول، لكن الشباب الأمريكي في مجمله اختار التخندق إلى جانب الحق والقضية العادلة للشعب الفلسطيني.

بايدن العجوز بعنته في مساندة حرب الإبادة في غزة أعطى إشارة انطلاق رغم عنه تحول جوهري في وسط الشباب الأمريكي، نفس الشيء بالنسبة لقادة الغرب الذين تعروا أمام شعوبهم بمساندتهم تقتيل الأطفال والدفاع عن الكيان أمام هجمات إيران متناسين أن الكيان هو البادئ فهم الأظلم.

التضحيات جسام في قطاع غزة والضفة الغربية لكن ما هو قادم من مستقبل مشرق للقضية سيجعل دموع الحزن تتحول إلى دموع فرح.. شكرا بايدن.