75 بالمائة من مسلمي اسكتلندا عانوا من الإسلاموفوبيا

+ -

دحضت دراسة اسكتلندية حديثة الموقف الرسمي من خلو اسكتلندا من ظاهرة الإسلاموفوبيا وأنها مجتمع منفتح ومتسامح وتخلو من مشاكل مع العنصرية، وهو ما عبّرت عنه مرارا رئيسة حكومتها، نيكولا ستورغون.وكشف تقرير أجرته مجموعة “معالجة الإسلاموفوبيا - Tackling Islamophobia”، وهي مجموعة متعدّدة الأحزاب تابعة للحكومة، أنّ 75 بالمائة من المسلمين عانوا من الإسلاموفوبيا بشكل يومي أو منتظم.ووفقًا لمركز أبحاث “The Runnymede Trust”، فإنّه يتمّ تعريف الإسلاموفوبيا على أنّها “كراهية أو الخوف من المسلمين أو من سياستهم أو ثقافتهم” ويمكن أن تشمل “أيّ تمييز أو استبعاد أو تقييد أو تفضيل”.ويجد غير المسلمين أنفسهم ضحايا للإسلاموفوبيا عندما يتمّ تعريفهم عن طريق الخطأ بأنّهم مسلمون، وهي تجربة شائعة جدًّا للأقليات العرقية في اسكتلندا، وفق ما نقل تقرير لموقع “ذا كونفرزيشن”، ترجمته الموقع الإخباري “عربي 21”.ووفق التقرير، فإنّ بيانات مجموعة ‘معالجة الإسلاموفوبيا’ تسلّط الضوء على المرأة المسلمة الّتي تعتبر الأكثر عرضة للمعاناة من التمييز. ويعتقد غالبية المستجيبين أنّ الإسلاموفوبيا تزداد سوءًا في اسكتلندا.ورأى غالبية المشاركين في الدّراسة أنّ وسائل الإعلام بشكليها المطبوعة والمذاعة تروّج للإسلاموفوبيا، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي الّتي تشكّل ساحة يتمّ فيها تداول المواقف المعادية للإسلام.وأفاد التّقرير أنّ الإسلاموفوبيا في اسكتلندا غالبًا ما تظهر على شكل إساءة لفظية في الشّارع. وأنّ المسلمين في اسكتلندا استجابوا لما يحدث لهم عن طريق تغيير عاداتهم اليومية في محاولة لإخفاء هُويتهم الإسلامية. وقد اختار البعض عدم ارتداء الحجاب أو التحدث بلغة أجنبية في وسائل النقل العام.ولفت التقرير إلى أنّ النخب السياسية الاسكتلندية ساعدت في تعزيز السّرد القائل بأنّ بلادهم تولي قيمة أعلى للرعاية الاجتماعية، على عكس أجزاء أخرى من المملكة المتحدة، وهو ما يتقاطع في نهاية المطاف مع حقوق الأفراد والجماعات.ويوصي تقرير “معالجة الإسلاموفوبيا” بضرورة أن يكون القادة السياسيون وقادة المجالس أكثر صراحة في التّعامل مع الإسلاموفوبيا وأن يتّخذوا مواقف غير متهاونة. ويدعو التقرير كذلك إلى إشراك المسلمين في المجالس العامة والمناصب العليا. ويقترح إدراج كراهية الإسلام في إطار المساواة العرقية الحالي. ويمكن أن تساعد تلك التحسينات الرسمية في تمهيد الطريق لمعالجة الأسباب الجذرية للإسلاموفوبيا في اسكتلندا. حيث تشير الدلائل إلى أنّ أمامها طريقًا طويلًا لتقطعه لترقى إلى مستوى تصوّرها بأنّها منفتحة وشاملة، لاسيما بالنسبة لسكانها المسلمين. وتحتاج إلى التخلّص من تهاونها وتكثيف جهودها لمكافحة التمييز والنّظر في مدى استماعها الحقيقي لمواطنيها المسلمين وإدماجهم في جميع مستويات المجتمع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات